حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 23
لطفا منتظر باشید ...
المذكور: و الجواب الحمل على شدة الكراهة،جمعا بين الأدلة، أو على التقية، لأن أكثرالعامة منعوه. أقول: الظاهر عندي بعد الحمل على الكراهة،لتصريح خبر سدير و مرسلة الفقيه بالتحريمو حديث زيد بن ثابت، بأن ذلك، الفاحشة التيذكرها الله في قوله «أَ تَأْتُونَالْفاحِشَةَ» و حينئذ فيتعين الحمل علىالتقية، لأن ذلك هو الأوفق، بالقواعدالمنصوصة عن أهل العصمة صلوات الله عليهمفي مقام اختلاف الأخبار. و أكثر العامة- كما ذكره الأصحاب- علىالقول بالتحريم، و لم يخالف من أئمتهمالأربعة إلا مالك حيث وافق الإمامية فيالقول بالجواز على كراهية و بذلك يظهر أنما ذكروه من الكراهة الشديدة، مما لا وجهله متى حملت هذه الأخبار على التقية. نعم الكراهة في الجملة مما لا إشكال فيهالقوله عليه السلام في رواية ابن يعفورالمتقدمة بعد حكمه بالجواز «ما أحب أنيفعل»، و قوله عليه السلام في مرسلة أبانالتي هي أول الأخبار «هي لعبتك لا تؤذها». و أما قول الرضا عليه السلام في صحيحة عليبن حكم «إنا لا نفعل ذلك»، فالظاهر أنالمراد منه إنما هو أنهم لشرف مقامهم و علومنزلتهم لا يفعلون مثل ذلك، كما في حديثالمتعة، لما قال له السائل: «فهل يسرك أنبناتك و أخواتك يتمتعن» فأعرض عليه السلامعنه حيث ذكر نساءه و بناته عليه السلام، إذلا دلالة فيه على كراهة المتعة. ثم ما دلت عليه رواية زيد بن ثابت، مناستدلاله عليه السلام على التحريم، بقولهعز و جل «أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ»، فهومعارض بمرسلة موسى بن عبد الملك. و رواية عبد الرحمن بن الحجاج المنقولة منتفسير العياشي، الصريحة في التحليلبالآيتين المذكورتين فيهما، و لا ريب أنالمراد بالفاحشة في الآية إنما هو إتيانالذكران في الإدبار، لا الإتيان فيالإدبار مطلقا، و التقية التي حملت عليهاهذه الأخبار بالنسبة إلى ما روي عن الرسولصلّى الله عليه وآله بمعنى التقية فيالنقل.