أبو عبد اللَّه شمس الدین محمد بن الشیخ جمال الدین المکی بن الشیخ شمس الدین محمد بن حامد بن أحمد المطلبی العاملی النباطی الجزینی المعروف بـ الشهید الأوّل
فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواعَلى أَنْفُسِكُمْ. و روى البزنطي فيسياق أحاديث الباقر عليه السلام: «إذادخلت المسجد و الناس يصلّون فسلّم عليهم،و إذا سلّم عليك فاردد فإني افعله». و انعمار بن ياسر مرّ على رسول اللَّه صلّىالله عليه وآله و هو يصلّي، فقال: السلامعليك يا نبي اللَّه و رحمة اللَّه وبركاته، فردّ عليه السلام.
الثانية [وجوب الردّ عليه إذا سلّم عليه]
يجب الردّ عليه إذا سلم عليه لعموم قولهتعالى وَ إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍفَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْرُدُّوها و الصلاة غير منافية لذلك.و ظاهر كلام الأصحاب مجرد الجواز للخبرينالآتيين بعد، و الظاهر انهم أرادوا بهبيان شرعيته، و يبقى الوجوب معلوما منالقواعد الشرعية. و بالغ بعض الأصحاب فيذلك، فقال تبطل الصلاة لو اشتغل بالأذكارو لما يردّ السلام و هو من مشرب اجتماعالأمر و النهي في الصلاة كما سبق، و الأصحّعدم الابطال بترك ردّه.
الثالثة [وجوب إسماعه تحقيقا أو تقديراكما في سائر الردّ]
يجب إسماعه تحقيقا أو تقديرا كما في سائرالردّ. و قد روى منصور بن حازم، عن الصادقعليه السلام: «يردّ عليه ردّا خفيا». و روىعمار عنه عليه السلام: «ردّ عليه فيما بينكو بين نفسك، و لا ترفع صوتك».و هما مشعران بعدم اشتراط إسماع المسلّم،و الأقرب اشتراط إسماعه ليحصل قضاء حقّهمن السلام.