خارجة عن الالهية و الغايات المذكورة الله تعالى .و ما يقال : ان طمع الاجر ان كان من الله و الخوف ان كان من عذاب الله فهو مضر بالاخلاص دون ما كان الاتيان لطمع في الله تعالى كحطام الدنيا و منها الاجرة ( وجيه ) ، لان الداعي ليس عبارة عما يخطر في الذهن بل عبارة عن الغاية المحركة حقيقة ، و لا ينبغى الريب في ان المحرك في تلك العبادات المأتي بها طمعا و خوفا : هو نفس متعلقات الاضافات و حاصل المصادر و النتائج من ادنى دخالة للاضافات و حيث الصدور من فاعل خاص و لهذا صارت محركات مع فرض سقوط الاضافة إلى الله بل مع الاضافة إلى عدو الله تعالى .توضيح ذلك ان إعطاء الله تعالى الحور العين بازاء عبادة ينحل إلى حصول الحور و الاعطاء و إضافته اليه تعالى و المحرك للفاعل الذي طمعه ترتب تلك الفائدة على عمله لا يخلو اما ان يكون نفس حصول الحور العين له استقلالا من دخالة اضافة الله تعالى و الاعطاء اى المعنى المصدري ، أو نفس الاضافة اليه تعالى فقط من دخالة للمضاف اليه و المعنى المصدري أو نفس المعنى المصدري بلا دخالة غيره ، أو يكون محركه مركبا من الحور و الاضافة اليه تعالى بمعنى ان المضاف بما هو مضاف أو الاضافة الخاصة علة ، اى ذلك من أنحاء التركيب الثنائى أو الثلاثي ، ففى مورد واحد و هو كون تمام العلة الاضافة إلى الله تعالى بحيث لا يكون نظر الفاعل إلى المتعلق الا كونه كرامة الله تعالى و يكون تمام المحرك حيث الانتساب اليه جل و علا يكون لغير الله دخالة في التحريك و الايجاد اما بنحو تمام العلة أو بنحو الاشتراك و الجزئية هذا بحسب التصور .و اما بحسب الواقع فلا يمكن حصول تلك المرتبة الرفيعة الا لخلص أوليآء الله تعالى و المحبين المجذوبين له تعالى بحيث كان تمام نظرهم اليه لا إلى غيره و كان ما ورائه تعالى من الجنة و غيرها مغفولا عنها و هم غافلون عن الله و يشتغلون به من غيره صلى الله عليهم .و اما غيرهم من متعارف الناس فلا يكون محركهم الا النتائج و متعلقات الاضافات