في الاستدلال بموثقة محمد بن مسلم على ذلك
ما يمكن ان يكون و جهاله .و منها موثقة محمد بن مسلم ( 1 ) عن أبي جعفر عليه السلام " قال : ان الله تعالى جعل للشر اقفالا و جعل مفاتيح تلك الاقفال الشراب ، و الكذب شر من الشراب " ، و نحوها رواية اخرى ( 2 ) الا ان في ذيلها " و شر من الشراب : الكذب " .و يحتمل بعيدا ان يكون قوله : شر من الشراب مراد به التفضيل بل يكون من نشوية و اراد به ان الكذب شرناش من الشراب اى من جملة الشرور المترتبة على الشراب الكذب كما تشهد به رواية محمد بن سنان ( 3 ) عن ابى الحسن الرضا عليه السلام " قال : حرم الله الخمر لما فيها من الفساد و من تغيير عقول شاربها و حملها إياهم على ابكار الله عز و جل و القرية عليه و على رسله و ساير ما يكون منهم من الفساد و القتل و القذف و الزنا " ( الخ ) حيث جعل فيها الكذب علي الله و على رسوله و على المؤمنات ناشيا من الخمر و تؤيده الروايات الكثيرة القائلة بان الخمر رأس كل اثم و مفتاح كل شر ( 4 ) .و يؤيده ايضا ان قوله في الموثقة ان الله جعل للشر اقفالا ، و يراد به مطلق الشر و من البعيد ان يراد بذيله استثناء الكذب مع ان الشراب مفتاح الكذب ايضا ، لكن معذلك كله ان ما ذكر خلاف المتفاهم العرفي .ثم ان من المحتمل ان يكون المراد من الموثقة بيان امر تكويني اى بيان كيفية صدور الشرور من شاربها و ان كان ذلك بنحو الاستعارة و الا دعاء بان ادعى ان طبيعة الشر في الانسان كانها موجودة متمثل جعل الله تعالى اقفالا له لولاها لخرج معربدا مفسدا و ذلك لان طبيعة الشهوة و الغضب و الشيطنة في الانسان مقتضية للفساد بنحو الاطلاق بلا قيد و شرط من ناحيتها و مقتضى قوة الشهوة الالتذاذ بكل ما يمكن باى طريق كان بلا قيد مطلقا و كذا مقتضى القوتين الآخرتين و انما حاجزها و عقالها1 - و 2 - الوسائل - كتاب الحج - الباب 138 - من أبواب أحكام العشرة .3 - الوسائل - كتاب الاطعمة و الاشربة - الباب 15 - من أبواب الاشربة المحرمة .4 - الوسائل - كتاب الاطعمة و الاشربة - الباب 8 - من أبواب الاشربة المحرمة .