في الاشكال السندى على مرسلات السرائر
قرائن لو قامت عندنا لم نتكل عليها لاختلاف اجتهادنا معه ، و ليس ابن إدريس و من في طبقته و نظائره عندنا كصدوق الطائفة و نظائره ممن كان عصره قريبة من عصر صاحب الاصول و لم يكن دأبه الاجتهاد و اعمال النظر و الاتكال على القرائن الاجتهادية لاثبات شيء ، و لهذا لا يبعد الاعتماد على مرسلاتهم التي أرسلوها إرسال المسلمات دون مرسلات اضراب محمد بن إدريس رحمه الله .مضافا إلى ان في مستطرفات السرائر : و من ذلك ما استطرفناه من كتاب عبد الله بن بكير الحسين عنه عن أبي عبد الله عليه السلام ثم ساق الحديث ، و يظهر من الاحاديث المذكورة بعده ان أحاديثه منقولة عن عبد الله بواسطة الحسين و هو يحتمل ان يكون الحسين بن سعيد الاهوازي لكنه مجرد احتمال أو ظن بذلك فلا حجية في الرواية و ان اغمضنا عن الاشكال الاول .و كرواية عبد الاعلى مولى آل سام ( 1 ) " قال : حدثني أبو عبد الله عليه السلام بحديث فقلت : جعلت فداك أ ليس زعمت لي الساعة كذا و كذا فقال : لا فعظم ذلك على فقلت : بلى و الله زعمت قال : لا و الله ما زعمت قال : فعظم ذلك على فقلت : بلى و الله قد قلته قال : نعم قد قلته اما علمت ان كل زعم في القرآن كذب " .فانها ظاهرة الدلالة في جواز التورية مطلقا فان دفع عبد الا على عن إطلاق كلمة زعمت التي بمعنى قلت و تستعمل في حق و باطل ليس من الاصلاح الذي يجوز الكذب أو ما بحكمه و لهذا لا يجوز الكذب في نظيره .و كرواية ابى بصير ( 2 ) المتقدمة الواردة في قصة سالم بن ابى حفصة فان ابا جعفر عليه السلام لم يعلل جواز إلقاء كلام ذي وجوه و كذا تورية إبراهيم عليه السلام و يوسف عليه السلام بإرادة الاصلاح ، فيفهم منها ان إلقاء كلام ذي وجوه و ارادة بعض الوجوه المخفية1 - الوسائل - كتاب الحج الباب 142 - من أبواب أحكام العشرة - مجهولة بمحمد بن مالك .2 - الوافي - كتاب الايمان و الكفر - باب الكذب - من أبواب ما يجب على المؤمن اجتنابه - ج 3 ص 158 .