مکاسب المحرمه جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
شرا من الخمر و كذا لا يمكن الحمل على الاحتمال الثاني على نحو الحقيقة فلا بد من الحمل على حقيقة ادعائية ، اما دعوى كون الطبيعة بنفسها شرا من الشراب أو دعوى كونها بجميع مصاديقها كذلك ، أو دعوى كونها كذلك بلحاظ بعض المصاديق و الارجح : الاول ثم الثاني ، فعليه يستفاد منها كونها كبيرة بنفسه أو بجميع مصاديقه و لا يستفاد منها اكبريته من الشراب حقيقة بل هو ادعاه يثبت به كونه كبيرة لكن الشأن في ترجيح الاحتمال الذي يستفاد منه كونه كبيرة من بين الاحتمالات المتقدمة الكثيرة .الا ان يدعى ان الظاهر من الجملة الاولى ان الشراب من الكبائر بجعل ما ذكر كناية عنه و ظاهر الجملة الثانية بعد عدم إمكان الحمل على الحقيقة هو دعوى كون طبيعة الكذب بلا قيد شر من الشراب ، و لازم هذه الدعوي كونه كبيرة بنفسها و لا يلزم منه اشكال كما توهم ، فانه إذا قامت القرينة على عدم إرادة الحقيقة لا يجوز طرح الرواية بل تحمل على الحقيقة الادعائية و لازمها كون الكذب بنفسه و على نحو الاطلاق شرا من الشراب ادعاء و لازم ذلك كونه كبيرة على نحو الاطلاق الا ان يقال : مجرد هذا التشبيه و الدعوى لا يدل على كونه كناية عن كونها كبيرة كما ورد : ان حب الدنيا رأس كل خطيئة مريدا به ان حبها ام الخطايا مع انه محرم بلا شبهة ، فيمكن ان يكون المراد بالرواية التنبيه على مفاسد الخمر و الكذب لا بيان حرمتهما و لا قرينة على كونه بصدد بيان الحرمة فضلا عن كونهما كبيرة فدعوى كون الجملتين كناية عن حرمتهما أو كونهما كبيرة عارية عن الشاهد و مخالفة لاصالة الظهور ، و بعبارة اخرى ان الجملة الاولى بعد كونها استعارة تكون لها ظهور ثانوي لاجل قيام القرينة في المعنى الاستعاري و جعل هذا المعنى الاستعاري كناية عن امر آخر و هو الحرمة أو كونه كبيرة : خلاف الظاهر لابد فيه من قيام قرينة و هي مفقودة .و يؤيد ما ذكرناه ان حرمة الخمر كانت معلومة في عصر صدور الرواية بالكتاب و السنة لم يحتج إلى بيانها و المحتاج اليه بيان مفاسدها و مصالح منعها ، فالجملة الاولى