مکاسب المحرمه جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و كتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزنى مع امه " ، و دلالتها على كونه كبيرة لا تنكر و لو مع قطع النظر عن قوله : و كتب الله ( الخ ) لان الظاهر انه بصدد بيان عظمة الذنب و كبره سواء كان بصدد الاخبار عن الواقع أو بصدد المبالغة .نعم ظاهر ذيلها كونه بصدد الاخبار عن الواقع و ان كان عدد السبعين كناية عن الكثرة مبالغة و هو مطروح لقيام الضرورة على اهونية الكذب من حيث هو من الزنا فضلا عن الزنا بالام و هو لا يوجب طرح صدرها الدال على كونه كبيرة .و منها رواية ابى ذر ( 1 ) عن النبي صلى الله عليه و آله في وصية له " قال : يا أبا ذر من ملك ما بين فخذيه و ما بين لحييه دخل الجنة قلت : و انا لنؤاخذ بما تنطق به ألسنتنا فقال : و هل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم انك لا تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك يا أبا ذر ان الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحك بها فيهوى في جهنم ما بين السماء و الارض يا أبا ذر ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " ( الخ ) .و الظاهر ان قوله : يا أبا ذر ويل للذي ( الخ ) : تفريع على قوله : و هل يكب الناس على مناخرهم في النار ( الخ ) .و احتمال كونه كلاما مستأنفا مربوط بالصدر : بعيد ، فتدل على ان الكذب موجب لدخول النار ، و قد مر سابقا ان الظاهر من صحيحة عبد العظيم الحسني ( 2 ) ان إيعاد رسول الله صلى الله عليه و آله العذاب على شيء من شواهد كونه كبيرة بل ايعاده إيعاد الله ، و لم يظهر من الروايات الدالة على ان الكبيرة ما أوعد الله عليه النار : ان اللازم ايعاده في الكتاب العزيز و نحوه فتدل الرواية على حرمة سائر أنواع الكذب بالفحوى .و يمكن المناقشة فيها بانها منصرفة إلى من يصدر منه كرارا و يشتغل به بل لا يبعد دعوى ظهورها في ذلك فيكون مصرا به و الاصرار بالمغائر كبيرة على ما