مکاسب المحرمه جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
يجانب الايمان فان قوله : ما من احد ( الخ ) يدل على ان كل احد و ان كان مؤمنا يبتلى بالكذب و لكن الكذاب هو المطبوع عليه و لعل السائل كان ذهنه مسبوقا بان الكذاب فاجر فاسق أو انه لا يكون مؤمنا فسئل ما سئل ، و اما احتمال ان يكون نظره إلى قوله تعالى : سيعلمون غدا من الكذاب الاشر ( 1 ) : فليس بشيء فانه مربوط ببعض الامم السالفة و لا يناسب المقام فراجع .و أبعد منه احتمال ان يكون السوأل و الجواب راجعا إلى تفسير اللغة بل هو مقطوع الخلاف و لا يناسب قوله : ما من احد ( الخ ) .و كرواية الحسن بن محبوب المروية عن اختصاص الشيخ المفيد ( 2 ) قال : " قلت لابيعبد الله عليه السلام يكون المؤمن بخيلا قال : نعم قلت : فيكون جبانا قال : نعم قلت : فيكون كذابا قال : لاثم قال : جبل المؤمن على كل طبيعة الا الخيانة و الكذب و عن النبي صلى الله عليه و آله " ان المؤمن ينطبع على كل شيء الا على الكذب و الخيانة ( 3 ) و عن أبي عبد الله عليه السلام " قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ثلث من كن فيه كان منافقا و ان صام وصلى و زعم انه مسلم : من إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا وعد خلف ( 4 ) " ( الخ ) و قريب منها روايات اخر ، فتحصل مما ذكر ان الكذب في نفسه في بعض أنواعه الذي دل الدليل على كونه كبيرة صغيرة .نعم لا دلالة في رواية ابى خديجة ( 5 ) عن أبي عبد الله عليه السلام " الكذب على الله و على رسوله من الكبائر " على عدم غيره منها لان نكتة اختصاصهما بالذكر بعد أهمية الموضوع لعلها كثرة القالة على رسول الله ، و توهم انه في مقام التحديد كما ترى .ثم ان ههنا كلاما آخر لابد من التعرض له تتميما للمرام و هو احتمال ان يكون الكذب من العناوين اللا اقتضائية حتى من حيث الحرمة بحسب حكم الشارع فيكون تحريمه باعتبار اللواحق ، و لا بأس بالاشارة إلى حكم العقل في المقام ثم إلى حكم