الكلام على لفظ ( حبلك على غاربك ) وأقوال الفقهاء في ذلك
قال أبو محمد : قد قلنا إنه لا حجة في أحد دون رسول الله صلى الله عليه و آله ، و أما حبلك على غاربك فروينا عن مالك أن عمر كتب أن يجلب إلى مكة رجل من العراق قال لامرأته : حبلك على غاربك فأحلفه عند الكعبة ماذا أراد فقال أردت الفراق فقال له عمر : فهو ما أردت فجمع هذا الحكم ثلاثة أوجه ، أحدها التحليف ، و الثاني الاستجلاب فيه من العراق إلى مكة ، و الثالث انه على ما نوى و روينا عن على انه على ما نوى ، و قول ثان قاله مالك حبلك على غاربك في المدخول بها ثلاث و في المدخول بها واحدة و لا يعرف هذا عن أحد قبله ، و أما الالفاظ التي لم تأت منها لفظة عن صاحب من الصحابة رضى الله عنهم و انما جاء فيها أقوال عن نفر من التابعين فنذكر منها ما يسر الله تعالى لذكره ان شاء الله عز و جل فمنها قد أعتقتك فروينا عن عطاء ان نوى الطلاق فهو طلاق و الا فليس شيئا ، و صح عن الحسن فيمن قال لامرأته أنت عتيقة قال : هى واحدة و قال قتادة : ان قال لها أنت حرة فله ما نوى . و أما قد أذنت لك فتزوجى فصح عن إبراهيم أنه ليس بشيء ، و صح عنه أيضا ان لم ينو طلاقا فليس بشيء . و عن الشعبي أقل من هذا يكون طلاقا ، و صح عن قتادة انها طلقة : و روى عن الحسن هى طلقة رجعية و اما اخرجى عن بيتي ما يجلسك لست لي بإمرأة فصح عن الحسن انه قال من كررها ثلاثا فهي واحدة و ينوى ، و اما لا حاجة لي فيك فصح عن إبراهيم انه قال له نيته ، و عن الحسن ان نوى الطلاق فهي طلقة و عن مكحول ليس بشيء ، و من طريق وكيع عن شعبة سألت الحكم بن عتيبة . و حماد بن أبى سليمان عمن قال لامرأته اذ هبى حيث شئت لا حاجة لي فيك فقالا جميعا : ان نوى طلاقا فهي واحدة رجعية و اما استبرئى و اخرجى و اذهبي فصح عن الحسن في جميعها ان نوى الطلاق فهي طلقة ، و صح أيضا عن الحسن فيمن عن الحسن فيمن قال لامرأته اذهبي فلا حاجة لي فيك انها ثلاث و اما قد خليت سبيلك لا سبيل عليك فروينا عن إبراهيم و الشعبى و لم يصح عنهما هى طلقة بائنة . و صح عن الحكم بن عتيبة له نيته ، و صح عن الحسن في لا سبيل لي عليك ان نوى طلاقا فهي واحدة رجعية و الا فليس بشيء رويناه أيضا عن الشعبي و أما من قال : لست لي بإمرأة فروينا عن إبراهيم انه قال ما أراه ان كرر ذلك ثلاثا أراد الا الطلاق ، و صح عن قتادة ان أراد بذلك طلاقا فهو طلاق و توقف فيها سعيد بن المسيب و أما افلجى ( 1 ) فروينا عن طاوس ان نوى طلاقا فهو طلاق و أما شأنكم بها فروينا عن القاسم بن محمد أنه قال رأى الناس انها طلقة ، و عن مسروق . و طاووس1 - اطفرى و فوزى يقال فلج فلوجا من باب قعد أى ظفر و فاز بما طلب