على رسول الله صلى الله عليه و آله فبايعوه على الاسلام فاستوخموا الارض و سقمت أجسامهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله : " ألا تخرجون مع راعينا في ابله فتصيبون من أبوالها و ألبانها ؟ فقالوا بلى فخرجوا فشربوا من أبوالها و ألبانها فصحوا فقتلوا الراعي و طردوا الابل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث في آثارهم فأدركوا فجئ بهم فامر بهم فقطعت أيديهم و أرجلهم و سمل أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا " قال مسلم : حدثني الفضل ابن سهل الاعرج مروزي نا يحيى بن غيلان نا يزيد بن زريع عن سليمان التيمى عن أنس بن مالك قال : انما سمل رسول الله صلى الله عليه و آله أعين أولئك لانهم سملوا أعين الرعاء ، فهذا حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمره الذي لا يسع أحد الخروج عنه ، و من طريق أبى بكر ابن أبى شيبة نا عبد الرحمن بن سليمان نا اسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " العمد قود الا ان يعفو ولي المقتول " و من طريق البخارى نا أبو نعيم - هو الفضل بن دكين - نا شيبان عن يحيى - هو ابن أبى كثير - عن أبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : " و من قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما أن يودى و اما أن يقاد " قال أبو محمد رضى الله عنه : القود في لغة العرب المقارضة بمثل ما ابتدأه به لا خلاف بين أحد في أن قطع اليد باليد و العين بالعين و الانف بالانف و النفس بالنفس كل ذلك يسمى قودا فقد صح يقينا أن رسول الله صلى الله عليه و آله إذا أمرنا بالقود فانه انما أمرنا بأن يعمل بالمتعدي في القتل فما دونه مثل ما عمل هو سواء سواء ، هذا أمر تقتضيه الشريعة و اللغة و لا بد ، ثم نظرنا فيما احتجت به الطائفة الاخرى فوجدناهم يعولون على ما روينا من طريق ابى بكر بن أبى شيبة نا عيسى بن يونس عن أشعث . و عمرو ابن عبيد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا قود الا بالسيف " قال أبو محمد رضى الله عنه : هذا مرسل و لا يحل الاخذ بمرسل ، و قالوا : الخبران عن أنس في الذين قتلوا الرعاء و فى الذي رضخ رأس الجارية فانما كانا اذ كانت المثلة مباحة ثم نسخها بتحريم المثلة ، و يدل على ذلك أن في رواية أيوب عن أبى قلابة عن أنس لذلك الخبر " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بأن يرجم حتى يموت فرجم حتى مات " قالوا : و الرجم قد لا يصيب الرأس فقد قتله بغير ما قتل هو به الجارية و قد رويتم من طريق أبى داودنا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام الدستوائي حدثني أبى عن قتادة عن الحسن عن الصباح بن عمران - هو البرجمى - انه سمع سمرة بن جندب : و عمران يقولان : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحثنا على الصدقة و ينهانا عن المثلة و روينا نحوه أيضا من