شرح المحلی جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
أو كما قال عليه الصلاة و السلام فصح ان حديث النفس ساقط ما لم ينطق به و كذلك العتق في النفس و المراجعة في النفس و الهبة و الصدقة في النفس و الاسلام في النفس كل ذلك ليس بشيء : و للسلف في ذلك ثلاثة أقوال ، أحدها كما قلنا روينا من طريق وكيع عن سفيان الثورى عن ابن جريج عن عطاء قال إذا طلق في نفسه فليس بشيء و به إلى ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبى الشعثاء جابر بن زيد قال إذا طلق في نفسه فليس بشيء و من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء ليس طلاقه و لا عتاقه في نفسه شيئا قال ابن جريج : أخبرني عمرو بن دينار ان رجلا طلق إمرأته في نفسه فانتزعت منه فقال جابر بن زيد لقد ظلم : و روينا ذلك أيضا عن الشعبي و من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة و الحسن قالا جميعا : من طلق في نفسه فليس طلاقه ذلك بشيء و به يقول أبو حنيفة . و الشافعي . و أبو سليمان و أصحابهم و قول ثان كما روينا من طريق عبد الرزاق عن معمر قال سئل عنها ابن سيرين فقال أ ليس قد علم الله ما في نفسك قال بلى قال فلا أقول فيها شيئا فهذا توقف ، و قول ثالث انه طلاق روى عن الزهرى و رواه أشهب عن مالك قال أبو محمد : الفرض و الورع أن لا يحكم حاكم و لا يفتى مفت بفراق زوجة عقد نكاحها بكتاب الله عز و جل و سنة رسوله محمد صلى الله عليه و آله بغير قرآن أو سنة ثابتة ، و احتج من ذهب إلى هذا القول بالخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما الاعمال بالنيات ، و لكل امرئ ما نوى " قال أبو محمد : و هذا الخبر حجة لنا عليهم لانه عليه الصلاة و السلام لم يفرد فيه النية عن العمل و لا العمل عن النية بل جمعهما جميعا و لم يوجب حكما بأحدهما دون الآخر ، و هكذا نقول . ان من نوى الطلاق و لم يلفظ به أو لفظ به و لم ينوه فليس طلاقا الا حتى يلفظ به و ينويه الا ان يخص نص شيئا من الاحكام بإلزامه بنية دون عمل أو بعمل دون نية فنقف عنده و بالله تعالى التوفيق ، و احتجوا أيضا بأن قالوا انكم تقولون من اعتقد الكفر بقلبه فهو كافر و ان لم يلفظ به و تقولون ان المصر على المعاصي عاص آثم معاقب بذلك ، و تقولون ان من قذف محصنة في نفسه فهو آثم ، و من اعتقد عداوة مؤمن ظلما فهو عاص لله عز و جل و ان لم يظهر ذلك بقول أو فعل و من أعجب بعلمه أو راءى فهو هالك ، قلنا أما اعتقاد الكفر فان القرآن قد جاء بذلك نصا قال تعالى : ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم ) فخرج هؤلاء بنصوص القرآن و السنن عما عفى عنه و أيضا