شرح المحلی جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
بذلك يقينا انه ليس شيء من ذلك يمينا اذ لا يمين الا ما سماه الله تعالى يمينا ، و قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الذي رويناه من طريق ابى عبيد نا اسماعيل بن جعفر نا عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من كان حالفا فلا يحلف الا بالله " فارتفع الاشكال في أن كل حلف بغير الله عز و جل فانه معصية و ليس يمينا ، و هذا مكان اختلف فيه ، فصح عن الحسن فيمن قال لامرأته أنت طالق ان لم أضرب غلامي فأبق الغلام قال : هى إمرأته ينكحها و يتوارثان حتى يفعل ما قال . فان مات الغلام قبل أن يفعل ما قال فقد ذهبت منه إمرأته ، و من طريق عبد الرزاق عن معمر عن مطر الوارق عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب في رجل طلق إمرأته ان لم يفعل كذا ؟ قال : لا يقرب إمرأته حتى يفعل ما قال . فان مات قبل أن يفعل فلا ميراث بينهما ، و صح خلاف هذا عن طائفة من السلف كما روينا من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء في رجل قال لا مرأته أنت طالق ان لم أتزوج عليك قال ان لم يتزوج عليها حتى تموت أو يموت توارثا ، و من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثورى عن غيلان بن جامع عن الحكم بن عتيبة قال في الرجل يقول لامرأته أنت طالق ان لم أفعل كذا ثم مات أحدهما قبل أن يفعل فانهما يتوارثان . قال سفيان الثورى إنما وقع الحنث بعد الموت قال أبو محمد : هذا عجب : ميت يحنث بعد موته و قد تقصينا هذا في كتاب الايمان من كتابنا هذا و ممن روى عنه مثل قولنا كما روينا من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن رجلا تزوج إمرأة و أراد سفرا فأخذه أهل إمرأته فجلعها طالقا ان لم يبعث بنفقتها إلى شهر فجاء الاجل و لم يبعث إليها بشيء فلما قدم خاصموه إلى على فقال على اضطهدتموه حتى جعلها طالقا فردها عليه ، و من طريق عبد الرزاق عن هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن شريح انه خوصم اليه في رجل طلق إمرأته إن أحدث في الاسلام حدثا فاكترى بغلا إلى حمام أعين فتعدى به إلى اصبهان فباعه و اشترى به خمرا فقال شريح : ان شئتم شهدتم عليه أنه طلقها فجعلوا يرددون عليه القصة و يردد عليهم فلم يره حدثا قال أبو محمد : لا متعلق لهم بما روى من قول على رضى الله عنه اضطهدتموه لانه لم يكن هناك اكراه انما طالبوه بحق نفقتها فقط فانما أنكر على اليمين بالطلاق فقط و لم ير الطلاق يقع بذلك . و كذلك لا متعلق لهم بما في خبر شريح من قول أحد من رواه فلم يره حدثا فانما هو ظن من محمد بن سيرين أو من هشام بن حسان و هو ظن خطأ أو ما نعلم في الاسلام أكثر ممن تعدى من حمام أعين و هو على أميال يسيرة