شرح المحلی جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
عروة عن أبيه قال : قالت فاطمة بنت قيس : يا رسول الله انى اخاف ان يقتحم على فامرها ان تتحول ، فان كان هذا هو أصل الخبر فهو منقطع و لا حجة في منقطع أو يكون عروة سمعه من فاطمة فلا حجة فيه أيضا لانه ليس فيه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انما أمرك بالتحول من أجل خوفك أن يقتحم عليك إذا لم يقل عليه الصلاة و السلام هذا فلا يحل لمسلم يخاف النار ان يقول انه عليه الصلاة و السلام انما أمرها بالتحول من أجل ذلك لانه اخبار عنه عليه الصلاة و السلام بما لم يخبر به عن نفسه ، و على كل حال فقد صح من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن . و الشعبى . و أبى بكر به أبى الجهم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا سكنى لها و لا نفقة أ فترون النفقة سقطت خوف الاقتحام عليها هذا كله خدش في المصفا ، و قوله عليه الصلاة و السلام بل المطلقة ثلاثا لا سكنى لها و لا نفقة يغنى عن هذا كله و عن تكلف الظنون الكاذبة و بالله تعالى التوفيق ، فمل يبق الا إنكار عمر ، و عائشة أم المؤمنين عليها فكان ماذا فقد وافقها جابر بن عبد الله . و ابن عباس . و عياش بن أبى ربيعة ، و غيرهم من الصحابة رضى الله عنهم فما الذي جعل رأى عائشة و عمر أولى من رأى من ذكرنا ، فكيف و لا حجة في شيء من ذلك إنما لحجة على كل أحد ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن نعلن nو نهتف و نصرح ان رأى أم المؤمنين . و عمر أمير المؤمنين لا نأخذ به إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه و آله خلافه ، و لا يحل الاخذ برأيهما حينئذ و لا ان يقول أحد عندهما في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله سنة كتماها فليصرحوا هم بأن يقولوا : ان رأى عمر . وأم المؤمنين أحق ان يتبع مما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يروا حالهم عند الله تعالى و عند أهل الاسلام وليت شعري اين كان عنهم هذا الانقياد لام المؤمنين عائشة اذ لم يلتفتوا قولها بتحريم رضاع الكبير اذ قد نسبوا إليها ما قد برأها الله تعالى ( 1 ) عنه من انها تولج حجاب الله تعالى الذي ضربه على نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم من لا يحل له ولوجه ، فهذه هى العظيمة التي تقشعر منها جلود المؤمنين ، و في إباحتها للمتوفى عنها ان تعتد حيث شاءت ، و أين كانوا من هذه الطاعة لعمر رضى الله عنه اذ خالفوه في المسح على العمامة و جعلوه يفتى بالصلاة بغير وضوء ، و ما قد جمعناه عليهم مما قد خالفو هما فيه ( 2 ) في كتاب أفردناه لذلك إذا تأمله المتأمل رآهم كأنهم مغرمون بخلاف الصاحب فيما وافق فيه السنة و تقليده في رأى و هم فيه أبدا و لكن من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه بالباطل و حسبنا الله و نعم الوكيل ، فصح خبر فاطمة كالشمس لانها من المهاجرات المبايعات الاول كما روينا من طريق مسلم [ نا عبد الوارث بن
1 - في النسخة رقم 14 ما قد نزهها الله تعالى و هو يناسب ما سبق ( 2 ) في النسخة رقم 16 قد خالفونا فيه