شرح المحلی جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
انما عليه رزقها و كسوتها بالمعروف و المعروف هو الذي قلنا و أما الوطاء و الغطاء فبخلاف ذلك لان عليه إسكانها فاذ عليه إسكانها فعليه من الفرش و الغطاء ما يكون دافعا لضرر الارض عن الساكن فهو له لان ذلك لا يسمى كسوتها و بين ذلك الخبر الذي أوردناه قبل مسندا من قول رسول الله صلى الله عليه و آله : " و لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهونه " فنسب عليه السلام الفرش إلى الزوج فواجب عليه أن يقوم لها به و هو للزوج لا تملكه هى و من قضى لها بأكثر من نفقة المياومة فقد قضى بالظلم الذي لم يوجبه الله عز و جل و نسأله عن أن يحد في ذلك حدا فاى حد حد من جمعة أو شهر أو سنة كلف البرهان على ذلك من القرآن أو من سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و لا يجده فان ذكر ذاكر ما رويناه من طريق البخارى نا محمد نا وكيع عن سفيان بن عيينة قال أخبرني معمرنا ابن شهاب عن مالك بن أوس الحدثان عن عمر بن الخطاب " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يبيع نخل بني النضير و يحبس لاهله قوت سنتهم " و رويناه أيضا من طريق أبى داود نا أحمد بن عبدة نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهرى باسناده و من طريق مسلم أنا على ابن مسهر نا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطى أزواجه كل سنة ثمانين وسقا من تمر و عشرين وسقا من شعير " قلنا : ليس في هذا بيان أنه كان يدفعه إليهن مقدما فهو جائز و جائز أيضا أن يعطيه إياهن مياومة أو مشاهرة و نحن لم نمنع من ذلك ان طابت نفسه به ، فان فعل الحاكم ذلك فتلف بغير عدوان منها أو بعد و ان فهي ضامنة له لانها أخذت ما ليس حقا لها و حكم الحاكم لا يحل مال أحد لغيره و لا يسقط حق ذي حق فلو تطوع هو بذلك دون قضأ قاض فتلف بغير عدوان منها فعليه نفقتها ثانية و كسوتها ثانية كذلك لانها لم تتعد فلا شيء عليها و حقها باق قبله اذ لم يعطه إياها بعد 1925 مسألة : و يلزمه إسكانها على قدر طاقته لقول الله تعالى : ( اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ) 1926 مسألة و لا يلزمه لها حلى و لا طيب لان الله عز و جل لم يوجبهما عليه و لا رسوله صلى الله عليه و سلم 1927 - مسألة - و من منع النفقة و الكسوة و هو قادر عليها فسواء كان غائبا أو حاضرا هو دين في ذمته يؤخذ منه أبدا و يقضى لها به في حياته و بعد موته و من رأس ماله يضرب به مع الغرماء لانه حق لها فهو دين قبله 1928 - مسألة - فمن قدر على بعض النفقة و الكسوة فسواء قل ما يقدر عليه