مالا نعلم و لو لا خشيت أن يطالعه بعض الضعفة فيعتقد صحته و ينقله ما تعرضت له و لا نقلته لكن نبهت عليه خوفا من أن يغتر به فيوقع بسببه في نسبة هذا الرجل العظيم إلى مثل هذا فنسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل بمنه و كرمه .
و العرايا جمع عرية و هي تفرد صاحبها للاكل و وزن العرية فعيلة و اختلف في اشتقاقها على قولين قيل بمعنى فاعله و هو قول الازهرى و ابن فارس و يكون من عرى يعرى كانها عريت من جملة النخيل فعريت أي خلت و خرجت كما يقال عرى الرجل إذا تجرد من ثيابه و على هذا تكون لام الكلمة ياء كهدية و جمعه فعائل كصحيفة و صحائف كذلك عرية و عراءي - بهمزة بعد المدة مكسورة و بعدها ياء - ثم فتحت هذه الهمزة العارضة في الجمع فصار عرائي تحركت الياء و انفتح ما قبلها قلبت الفا فصار عراء ثم إنهم كرهوا اجتماع ألفين بينهما همزه مفتوحة لان الهمزة كانها ألف فكانه اجتمع ثلاث الفات فأبدلوا من الهمزة ياء فقالوا عرايا فليس وزنها فعالى لان هذه الياء ليست أصلية و انما وزنه فعايل و هذه الابدال و العمل واجب و كل هذه القواعد محكمة في علم التصريف و مثل هدية و هدايا و قد قالوا في جمعه أيضا هداوا فاكثر النحويين جعلوا ذلك شاذا و الاخفش قاس عليه وردوا عليه بانه لم ينقل منه الا هذه اللفظة اعنى هداوا فلم يأت مثل عداوى و شبهه و انما كتب بالياء كحنيه و حنايا و منية و منا يا قال شيخنا الاستاذ أبو حيان محمد بن يوسف بن حيان الاندلسى فسح الله في مدته لو ذهب ذاهب إلى أن وزن هذا الجمع كله فعالى لكان مذهبا حسنا بعيدا من التكلف و انما دعا النحويين إلى ذلك التقديرات حملهم جمع المعتل على الصحيح فاجروا ذلك مجرى صحيفة و قد تكون أحكام للمعتل لا للصحيح و أحكام للصحيح لا للمعتل و يقال هو عرو من هذا الامر أى خلو منه و يقال لساحل البحر العراء لانه خلو من النبات