هل النعامة من قسم الطيور ؟
الزرافة و اختلاف أعضائها و شبهها بأعضاء أصناف من الحيوان ، فرأسها رأس فرس ، و عنقها عنق جمل ، و أظلافها أظلاف بقرة ، و جلدها جلد نمر ، و زعم ناس من الجهال بالله عز و جل أن نتاجها من فحول شتى ، قال : و سبب ذلك أن أصنافا من حيوان البر إذا وردت الماء تنزو على بعض السائمة و تنتج مثل هذا الشخص الذي هو كالملتقط من أصناف شتى و هذا جهل من قائله و قلة معرفته بالباري جل قدسه ، و ليس كل صنف من الحيوان يلقح كل صنف ، فلا الفرس يلقح الجمل ، و لا الجمل يلقح البقر ، و إنما يكون التلقيح من بعض الحيوان في ما يشاكله و يقرب من خلقه كما يلقح الفرس الحمار فيخرج بينهما البغل ، و يلقح الذئب الضبع فيخرج بينهما السبع ، و ليس في الذي يخرج من بينهما عضو من كل واحد منها كما في الزرافة التي فيها عضو من الجمل و أظلاف من البقرة ، بل يكون كالمتوسط بينهما الممتزج منهما ، كالذي نراه في البغل ، فانك ترى رأسه و أذنيه و كفه و ذنبه و حوافره وسطا بين هذه الاعضاء من الفرس و الحمار ، nو نشيجه ( 1 ) كالممتزج من صهيل الفرس و نهيق الحمار ، و هذا دليل على أن الزرافة ليست من لقاح أصناف شتى ، كما زعم الجاهلون بالله ، بل هي خلق عجيب من خلق الله ، للدلالة على قدرته التي لا يعجزها شيء " . قلت : و كذلك النعامة ، فانها من بدائع الصنع و دلائل عدم انتهاء القدرة ، nو مضاهاتها للطير و الجمل ليس لانها فرع لهما و متكونة بينهما ، و إلا لكان في كل عضو منها شبه لكل منهما ، و ليس الامر فيها كذلك ، فان المرئي فيها خلافه نعم قيل : المشهور أنها من قسم الطيور ، كما نص عليه من اللغويين1 - و في البحار : " و شحيجه " .