[فروع]
بقي الكلام هنا في أمور
الأول: لو نوى الوقف فيما يفتقر إلىالقرينة
وقع الوقف باطنا، و دين بنيته، و لو اعترفبذلك أخذ باعترافه، كما أنه لو لم ينوبالصريح الوقف لم يكن وقفا باطنا، و ان حكمبه بظاهر اللفظ، لأن المدار في الصحةواقعا إنما هو على القصود و النيات.
و الفرق بين الصريح و غيره مع اشتراكهمافي اعتبار القصد و النية أن الصريح يحملعليه ظاهرا، قصد أو لم يقصد، بخلاف غيره،فإنه لا يحكم عليه الا مع القرينة، أوالاعتراف بقصد الوقف و نيته، و هو معنىكونه يدان بنيته.
الثاني [الفرق بين الإضافة إلى جهة عامة وجهة خاصة]
نقل عن العلامة في التذكرة الفرق بيناضافة لفظ الصدقة إلى جهة عامة كقولهتصدقت بهذا على المساكين، و إضافته إلىجهة خاصة، كقوله لمعين تصدقت به عليك أوعليكم فجعل الأول ملحقا بالصريح، فيكونوقفا بخلاف الثاني، فإنه يرجع فيه إلىنيته كما أطلقه غيره، ورد بان الفرق غيرواضح.
الثالث [وقوع الوقف بألفاظ أخرى معنيته]
ظاهر عبارات أكثر الأصحاب و هو صريحالعلامة في التذكرة و القواعد أن كل واحدمن الألفاظ الثلاثة التي هي غير صريحة فيالوقف إجماعا يقع الوقف بكل منها مع نيته،أو انضمام غيره اليه، و قال الشهيد فيالدروس:
ان ظاهر الأصحاب يدل على أن تصدقت و حرمتصيغة واحدة، فلا تغني الثانية عن الأول، وتغني الأولى مع القرينة، قال في المسالك: وما ادعاه من الظاهرية غير ظاهر.
الرابع [في تسمية الوقف بالصدقة في الصدرالأول]
لا يخفى على من له أنس بالاخبار و من جاسخلال تلك الديار أن الوقف في الصدر الأولأعني زمن النبي (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) و زمن الأئمة عليهم السلام إنمايعبر عنه بالصدقة، لكن هذا التعبير محفوفبقرائن عديدة، و ألفاظ كثيرة تدل علىارادة الوقف، و من ذلك الأخبار المتقدمةفي صدر المقصد المعبر في بعضها بصدقةجارية، و في آخر لا تورث، و المرادبالجارية المستمرة بعده، و هو كناية عنالتأبيد.