و قوله الدعوة التامة هى بفتح الدال و هي دعوة الاذان سميت دعوة تامة لكمالها و عظم موقعها و سلامتها من نقص يتطرق الي غيرها و قوله الصلاة القائمة أى التي ستقوم أى تقام و تحضر و قوله مقاما محمودا هكذا هو في المهذب مقاما محمودا بالتنكير و كذا هو في صحيح البخارى و جميع كتب الحديث و هو صحيح و يكون قوله الذي وعدته بدلا منه أو منصوبا بفعل محذوف تقديره أعني الذي وعدته أو مرفوعا خبر مبتدأ محذوف اى هو الذي وعدته و اما ما وقع في التنبيه و كثير من كتب الفقة المقام المحمود فليس بصحيح في الرواية و انما أراد النبي صلى الله عليه و سلم التأدب مع القرآن و حكاية لفظه في قول الله عز و جل ( عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) فينبغي أن يحافظ علي هذا و قوله صلى الله عليه و سلم حلت له شفاعتي اى غشيته و نالته و نزلت به و قيل حقت له اما أحكام الفصل فقال اصحابنا يستحب للمؤذن ان يقول بعد فراغ اذانه هذه الاذكار المذكورة من الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و سؤال الوسيلة و الدعاء بين الاذان و الاقامة و الدعاء عند أذان المغرب و يستحب لسامعه ان يتابعه في ألفاظ الاذان و يقول عند الحيعلتين لا حول و لا قوة الا بالله فإذا فرغ من متابعته استحب له أيضا ان يقول هذه الاذكار المذكورة كلها و يقول إذا سمع قول المؤذن الصلاة خير من النوم صدقت و بررت هذا هو المشهور و حكى الرافعي وجها انه يقول صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة خير من النوم و يستحب ان يتابعه في ألفاظ الاقامة الا انه يقول في كلمة الاقامة اقامها الله و ادامها هكذا قطع به الاصحاب الا الغزالي فحكي في البسيط عن صاحب التقريب وجها انه لا يستحب متابعته