من طرق بأسانيد صحيحة و عن العوام بن حمزة قال " سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح قال بعد الركوع قلت عمن قال عن أبى بكر و عمر و عثمان رضي الله تعالي عنهم " رواه البيهقي و قال هذا إسناد حسن و رواه البيهقي عن عمر أيضا من طرق و عن عبد الله بن معقل - بفتح الميم و إسكان العين المهملة و كسر القاف - التابعي قال " قنت علي رضى الله عنه في الفجر " رواه البيهقي و قال هذا عن علي صحيح مشهور و عن البراء رضى الله تعالى عنه " أن رسول الله صلي الله عليه و سلم كان يقنت في الصبح و المغرب " رواه مسلم و رواه أبو داود و ليس في روايته ذكر المغرب و لا يضر ترك الناس القنوت في صلاة المغرب لانه ليس بواجب أو دل الاجماع على نسخه فيها و أما الحواب عن حديث أنس و أبى هريرة رضي الله عنهما في قوله ثم تركه فالمراد ترك الدعاء على أولئك الكفار و لعنتهم فقط لا ترك جميع القنوت أو ترك القنوت في الصبح و هذا التأويل متعين لان حديث أنس في قوله " لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا " صحيح صريح فيجب الجمع بينهما و هذا الذي ذكرناه متعين للجمع و قد روى البيهقي باسناده عن عبد الرحمن بن مهدي الامام انه قال انما ترك اللعن و يوضح هذا التأويل رواية أبي هريرة السابقة و هي قوله " ثم ترك الدعاء لهم " و الجواب عن حديث سعد بن طارق أن رواية الذين أثبتوا القنوت معهم زيادة علم و هم أكثر فوجب تقديمهم و عن حديث ابن مسعود أنه ضعيف جدا لانه من رواية محمد بن جابر السحمى و هو شديد الضعف متروك و لانه نفي و حديث أنس إثبات فقدم لزيادة العلم و حديث ابن عمر أنه لم يحفظه أو نسيه و قد حفظه أنس و البراء بن عازب و غيرهما فقدم من حفظ و عن حديث ابن عباس أنه ضعيف جدا و قد رواه البيهقي من رواية أبى ليلي الكوفي و قال هذا لا يصح و ابو ليلى متروك و قد روينا عن ابن عباس انه " قنت في الصبح " و عن حديث أم سلمة انه ضعيف لانه من رواية محمد بن يعلي عن عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن نافع عن ابيه عن ام سلمة قال الدار قطنى هؤلاء الثلاثة ضعفاء و لا يصح لنافع سماع من ام سلمة و الله أعلم ( فرع ) في القنوت في الصبح إذا نزلت نازلة : قدمنا ان الصحيح في مذهبنا انها إن نزلت قنت