وجوب الصلاة على المسلم البالغ العاقل الطاهر وجوب قضاء الصلاة على المرتد اذا أسلم ومذاهب العلماء في ذلك وعدم وجوبها على الكافر الاصلى فرع لا تصح من كافر أصلى ولا مرتد حال ارتداده صلاة - مجموع فی شرح المهذب جلد 3
وجوب الصلاة على المسلم البالغ العاقل الطاهر وجوب قضاء الصلاة على المرتد اذا أسلم ومذاهب العلماء في ذلك وعدم وجوبها على الكافر الاصلى فرع لا تصح من كافر أصلى ولا مرتد حال ارتداده صلاة
أسلم لا يخاطب بقضائها لقوله تعالي ( قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) و لان في إيجاب ذلك عليهم تنفيرا فعفى عنه و ان كان مرتدا وجبت عليه و إذا أسلم لزمه قضاؤها لانه اعتقد وجوبها و قدر علي التسبب الي أدائها فهو كالمحدث ) ( الشرح ) أما الكافر المرتد فيلزمه الصلاة في الحال و إذا أسلم لزمه قضأ ما فات في لردة لما ذكره المصنف هذا مذهبا لا خلاف فيه عندنا و قال مالك و أبو حنيفة و أحمد في رواية عنه و داود لا يلزم المرتد إذا أسلم قضأ ما فات في الردة و لا في الاسلام قبلها و جعلوه كالكافر الاصلي يسقط عنه بالاسلام ما قد سلف و الله أعلم : و أما الكافر الاصلي فاتفق أصحابنا في كتب الفروع على أنه لا يجب عليه الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و غيرها من فروع الاسلام و أما في كتب الاصول فقال جمهورهم هو مخاطب بالفروع كما هو مخاطب بأصل الايمان و قيل لا يخاطب بالفروع و قيل يخاطب بالمنهي عنه كتحريم الزنا و السرقة و الخمر و الربا و أشباهها دون المأمور به كالصلاة و الصحيح الاول و ليس هو مخالفا لقولهم في الفروع لان المراد هنا المراد هناك فمرادهم في كتب الفروع انهم لا يطالبون بها في الدنيا مع كفرهم و إذا أسلم أحدهم لم يلزمه قضأ الماضي و لم يتعرضوا لعقوبة الآخرة و مرادهم في كتب الاصول انهم يعذبون عليها في الآخرة زيادة على عذاب الكفر فيعذبون عليها و علي الكفر جميعا لا علي الكفر وحده و لم يتعرضوا للمطالبة في الدنيا فذكروا في الاصول حكم أحد الطرفين و فى الفروع حكم الطرف الآخر و الله أعلم ( فرع ) لا يصح من كافر أصلي و لا مرتد صلاة و لو صلي في كفره ثم أسلم لم نتبين صحتها بل هى باطلة بلا خلاف أما إذا فعل الكافر الاصلي قربة لا يشترط النية لصحتها كالصدقة و الضيافة وصلة الرحم و الاعتاق و القرض و العارية و المنحة و أشباه ذلك فان مات على كفره فلا ثواب له عليها في الآخرة لكن يطعم بها في الذنيا و يوسع في رزقه و عيشه و ان أسلم فالصواب المختار أنه يثاب عليها في الآخرة للحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " إذا أسلم العبد فحسن اسلامه كتب الله له بكل حسنة كان زلفها " أى قدمها و معنى حسن اسلامه أى أسلم اسلاما محققا لا نفاق فيه و فى الصحيحين عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قلت " يا رسول الله أ رأيت