مجموع فی شرح المهذب جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
سقوط الشفق ثم أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الاول ثم اصبح فدعا السائل فقال " الوقت ما بين هذين " رواه مسلم و الاحاديث في الباب كثيرة سنذكرها في مواضعها من الكتاب ان شاء الله تعالي و قوله صلي الله عليه و سلم " أمنى جبريل " هو الملك الكريم رسول الله تعالي الي رسله الآدميين صلوات الله و سلامه عليهم و فيه تسع لغات حكاها ابن الانباري و حكاها عنه أيضا أبو منصور موهوب ابن احمد بن محمد بن الخضر الجواليقى في كتاب المعرب و هي جبريل و جبريل بكسر الجيم و فتحها و جبرئيل بفتح الجيم و همزة بعد الراء و تشديد اللام و جبرائيل بهمزة ثم ياء مع الالف و جبراييل بياءين بعد الالف و جبرئيل بهمزة بعد الراء و ياء و جبرئيل بكسر الهمزة تخفيف اللام و جبرين و جبرين بكسر الجيم و فتحها قال جماعات من المفسرين و حكاه صاحب المحكم و الجوهري و غيرهما من أهل اللغة في جبريل و ميكائيل أن جبر وميك اسمان اضيفا الي ايل وال قالوا وايل وال اسمان لله تعالى قالوا و معنى جبر وميك بالسريانية عبد فتقديره عبد الله قال أبو علي الفارسي هذا خطأ من وجهين أحدهما ان ايل وال لا يعرفان في اسماء الله في اللغة و العربية : و الثاني انه لو كان كذلك لم ينصرف آخر الاسم في وجوه العربية و لكان آخره مجرورا ابدا كعبد الله قال الواحدي هذا الذي قاله أبو علي أراد به انه ليس هذا في العربية قال و قد قال بالاول جماعة من العلماء قلت الصواب قول أبي على فان ما ادعوه لا أصيل له و الله أعلم : و أما لفظ الظهر فمشتق من الظهور لانها ظاهرة في وسط النهار : و قوله صلي الله عليه و سلم ( و الفئ مثل الشراك ) هو بسكر الشين و هو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها و ليس الشراك هنا للتحديد و الاشتراط بل لان الزوال لا يبين بأقل منه و أما الظل و الفئ فقال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في أوائل أدب الكاتب يتوهم الناس ان الظل و الفئ بمعنى و ليس كذلك بل الظل يكون غدوة و عشية و من أول النهار الي آخره و معنى الظل الستر و منه قولهم " انا في ظلك " و منه " ظل الجنة " و ظل شجرها انما هو سترها و نواحيها و ظل الليل سواده لانه يستر كل شيء و ظل الشمس ما سترته الشخوص من مسقطها قال و أما الفئ فلا يكون الا بعد الزوال و لا يقال لما قبل الزوال فىء و انما سمي بعد الزوال فيأ لانه ظل فاء من جانب الي جانب أى رجع و الفيئ الرجوع هذا كلام ابن قتيبة و هو كلام