مجموع فی شرح المهذب جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
معناه و الشر لا يصعد إليك و إنما يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح ( و الرابع ) معناه و الشر ليس شرا بالنسبة إليك فانك خلقته لحكمة بالغة و إنما هو شر بالنسبة الي المخلوقين ( و الخامس ) حكاه الخطابي انه كقوله فلان إلي بني فلان إذا كان عداده فيهم أو صفوه إليهم قال الشيخ أبو حامد و لا بد من تأويل الحديث لانه لا يقول أحد من المسلمين بظاهره لان أهل الحديث يقولون الخير و الشر جميعا الله فاعلهما و لا إحداث للعبد فيهما والمتزلة يقولون يخلقهما و يخترعهما و ليس لله فيهما صنع و لا يسمع القول بان الخير من عند الله و الشر من نفسك الاهمج العامة و لم يقله أحد من أهل العلم لا سني و لا بدعى : قوله أنا بك و إليك أى التجائى و انتمائى إليك و توفيقى بك قال الازهرى معناه اعتصم بك و ألجأ إليك : قوله تباركت استحققت الثناء و قيل ثبت الخير عندك و قال ابن الانباري : تبارك العباد بتوحيدك و الله أعلم أما حكم المسألة فيستحب لكل مصل من إمام و مأموم و منفرد و إمرأة وصبى و مسافر و مفترض و متنفل و قاعد و مضطجع و غيرهم أن يأتى بدعاء الاستفتاح عقب تكبيرة الاحرام فلو تركه سهوا أو عمدا حتى شرع في التعوذ لم يعد اليه لفوات محله و لا يتداركه في باقى الركعات لما ذكرناه و قال الشيخ أبو حامد في تعليقه إذا تركه و شرع في التعوذ يعود اليه من بعد التعوذ و المذهب هو الاول و به قطع المصنف في باب سجود السهو و الجمهور و نص عليه الشافعي في الام و لكن لو خالف فأتى به لم تبطل صلاته لانه ذكر و لا يسجد للسهو كما لو دعا أو سبح في موضعه قال الشافعي في الامم : و كذا لو أتي به حيث لا آمره به فلا شيء عليه و لا يقطع ذكر الصلاة في أى حال ذكره .قال البغوى و لو أحرم مسبوق فأمن الامام عقب إحرامه أمن ثم أتي بالاستفتاح لان التأمين يسير .و لو أدرك مسبوق الامام في التشهد الاخير فكبر و قعد فسلم مع قعودة قام و لا يأتى بدعا الاستفتاح لفوات محله و ذكر البغوى و غيره قالوا : و لو سلم الامام قبل قعوده لا يقعد و يأتي بدعاء الاستفتاح و هذا الذي ذكره من استحباب دعاء