مجموع فی شرح المهذب جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
( إياك نعبد و إياك نستعين ) فلو عدت البسملة آية و لم يعد ( المغضوب عليهم ) صار لله تعالى أربع آيات و نصف و للعبد آيتان و نصف و هذا خلاف تصريح الحديث بالتنصيف ( فالجواب ) من أوجه ( أحدها ) منع إرادة حقيقة التنيصف بل هو من باب قول الشاعر إذا مت كان الناس نصفين شامت و آخر مثن بالذي كنت أصنع فيكون المراد أن الفاتحة قسمان فاولها لله تعالي و آخرها للعبد ( و الثاني ) أن المراد بالتنصيف قسمان الثناء و الدعاء من اعتبار لعدد الآيات ( الثالث ) أن الفاتحة إذا قسمت باعتبار الحروف و الكلمات و البسملة منها كان التنصف في شطريها أقرب مما إذا قسمت بحذف البسملة فلعل المراد تقسيمها باعتبار الحروف ( فان قيل ) يترجح جعل الاية السابعة ( المغضوب ) لقوله فإذا قال العبد ( اهدنا الصراط إلي آخر السورة قال فهؤلاء لعبدي فلفظة هؤلاء جمع يقتضى ثلاثة آيات و علي قول الشافعي ليس للعبد إلا آيتان ( فالجواب ) أن أكثر الرواة رووه فهذا لعبدي و هو الذي رواه مسلم في صحيحه و ان كان هؤلاء ثابته في سنن أبى داود و النسائي باسناديهما الصحيحين و علي هذه الرواية تكون الاشارة بهؤلاء إلي الكلمات أو إلى الحروف أو إلى آيتين و نصف من قوله تعالى ( و إياك نستعين ) إلى آخر السورة و مثل هذا يجمع كقول الله تعالى ( الحج أشهر معلومات ) و المراد شهران و بعض الثالث أو إلى آيتين فحسب و ذلك يطلق عليه اسم الجمع بالاتفاق و لكن اختلفوا في انه حقيقة أم مجاز و حقيقته ثلاثة و الاكثرون علي انه مجاز في الاثنين حقيقة في الثلاثة قال الشيخ أبو محمد المقدسي هذا كله إذا سلمنا أن التنصف توجه الي آيات الفاتحة و ذلك ممنوع من أصله و انما التنصف متوجه إلى الصلاة بنص الحديث ( فان قالوا ) المراد قراءة الصلاة ( قلنا ) بل المراد قسمة ذكر الصلاة أى الذكر المشروع فيها و هو ثناء و دعاء فالثناء منصرف الي الله تعالي سواء ما وقع منه في القراءة و ما وقع في الركوع و السجود و غيرهما و الدعاء منصرف إلى العبد سواء ما وقع منه في القراءة و الركوع و السجود و غيرها و لا يشترط التساوى في ذلك لما سبق ثم ذكر النبي صلى الله عليه و سلم بعد أخباره بقسمة اذكار الصلاة أمرا آخر و هو ما يقوله الله تعالي عند قراءة العبد هذه الآيات التي هى من جملة المقسوم لا ان ذلك تفسير بعض المقسوم ( فان قيل ) يترجح كونه تفسيرا لذكره عقيبه ( قلنا ) ليس كذلك لان قراءة الصلاة منحصرة في الفاتحة فحمل الحديث علي قسمة الذكر أعم و أكثر فائدة فهذا الحديث هو عمدة نفاة البسملة و قد بان أمره و الجواب عنه ( و أما الجواب ) عن حديث شفاعة تبارك و هو ان المراد