مجموع فی شرح المهذب جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
قسمت الصلاة و هو صحيح رواه مسلم و قد سبق بطوله في مسألة تعيين الفاتحة و أطنب اصحابنا في الاستدلال و فيما ذكرناه كفاية ( و الجواب ) عن الاحاديث التي احتج بها القائلون باسقاط القراءة بها انها كلها ضعيفة و ليس فيها شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم و بعضها موقوف و بعضها مرسل و بعضها في رواته ضعيف أو ضعفاء و قد بين البيهقي رحمه الله علل جميعها و أوضح تضعيفها و أجاب أصحابنا عن الحديث الاول لو صح بأنه محمول علي المسبوق أو علي قراءة السورة بعد الفاتحة جمعا بين الادلة و الجواب عن قراءة السورة أنها سنة فتركت لاستماعه قراءة القرآن بخلاف الفاتحة و عن ركعة المسبوق أنها سقطت تخفيفا عنه لعموم الحاجة و الله أعلم و احتج القائلون بالقراءة في السرية دون الجهرية بقول الله تعالي ( و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا ) قال الشافعي في القديم هذا عندنا في القراءة التي تسمع خاصة و عن أبي موسى الاشعرى رضي الله عنه قال " خطبنا رسول الله صلي الله عليه و سلم فبين لنا سنننا و علمنا صلاتنا فقال أقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا و إذا قرأ فأنصتوا " رواه مسلم و عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا و إذا قرأ فأنصتوا " رواه أبو داود و الترمذى و النسائي فقيل لمسلم بن الحجاج في صحيحه عن حديث أبي هريرة هذا فقال هو عندي صحيح فقيل لم لم تضعه ههنا فقال ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا انما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه و بحديث بن أكيمة عن أبي هريرة المذكور في الكتاب " مالي أنازع القرآن : فانتهى الناس عن القراءة " الي آخره و قد سبق بيانه ( و احتج ) أصحابنا بالاحاديث السابقة في الاحتجاج على المانعين مطلقا و الجواب عن الآية الكريمة من وجهين ( أحدهما ) أن المستحب للامام ان يسكت بعد الفاتحة قدر ما يقرأ المأموم الفاتحة كما سبق بيانه قريبا و ذكرنا دليله من الحديث الصحيح قريبا و حينئذ لا يمنعه قراءة الفاتحة ( الثاني ) ان القراءة التي يؤمر بالانصاف لها في السورة و كذا الفاتحة إذا سكت الامام بعدها و هذا إذا سلمنا ان المراد بالآية حيث قرئ القرآن و هو الذي اعتقد رجحانه و الا فقد روينا عن مجاهد و غيره انها نزلت في الخطبة و سميت قرآنا لاشتمالها عليه و روينا في سنن البيهقي عن ابي هريرة و معاوية انهما قالا كان الناس يتكلمون في الصلاة فنزلت هذه الآية و اما الجواب عن حديث " و إذا قرأ فانصتوا " فمن أوجه ( منها ) الوجهان اللذان ذكرناهما في جواب الآية ( و الوجه الثالث ) و هو الذي اختاره