مجموع فی شرح المهذب جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
و فيه رفع اليدين إذا قام من الركعتين قال و مذهب الشافعي متابعة السنة إذا ثبتت و قد قال في حديث أبى حميد و بهذا أقول و قال صاحب التهذيب لم يذكر الشافعي رفع اليدين إذا قام الركعتين و مذهبه اتباع السنة و قد ثبت ذلك و قد روى جماعة من الصحابة رفع اليدين في هذه المواضع الاربعة منهم على و ابن عمرو أبو هريرة و أبو حميد بحضرة أصحابه و صدقوه كلهم علي ذلك هذا الكلام البغوى و أما قول الشيخ أبي حامد في التعليق انعقد الاجماع علي انه لا يرفع في هذه المواضع فاستدلاله بالاجماع علي نسخ الحديث مردود عليه مقبول و لم ينعقد الاجماع علي ذلك بل قد ثبت الرفع في القيام من الركعتين عن خلائق من السلف و الخلف فمن ذلك ما قدمناه عن على بن ابن عمرو أبى حميد مع أصحابه العشرة و هو قول البخارى قال الخطابي و به قال جماعة من أهل الحديث فحصل من مجموع ما ذكرته أنه يتعين القول باستحباب رفع اليدين إذا قام من الركعتين و انه مذهب الشافعي لثبوت هذه الاحاديث و كثرة رواتها من كبار الصحابة و الشافعي قائل به للوجهين اللذين ذكرهما البيهقي و الله أعلم ( فرع ) ذكر المصنف هنا ابن المنذر و هو الامام المشهور أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري من متقدمي أصحابنا في زمن ابن سريج و طبقته توفى سنة تسع و عشرين و ثلثمأة و هو صاحب المصنفات المفيدة التي يحتاج إليها كل الطوائف و قد ذكرنا شيئا من حاله في مقدمة هذا الشرح و هو مستقصى في الطبقات و تهذيب الاسماء قال المصنف رحمه الله ( و يصلى الركعة الثانية مثل الاولى إلا في النية و دعا الاستفتاح لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للمسئ صلاته " ثم افعل ذلك في صلاتك كلها " و أما النية و دعاء الاستفتاح فان ذلك يراد للدخول في الصلاة و الاستفتاح و ذلك لا يوجد إلا في الركعة الاولي ) ( الشرح ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه البخارى و مسلم لكن قد يقال ليس فيه دليل لجميع ما يفعله في الركعة الثانية فان المذكور فيه الواجبات فقط فلا يدل علي استحباب السنن المفعولة في الاولى و فى المسألة أحاديث كثيرة صحيحة صريحة في أن الركعة الثانية كالاولي منها حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول و هو قائم ربنا و لك الحمد ثم يكبر حين يهوى ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها و يكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس " رواه البخارى و ملسم و عن أبى حميد الساعدي حديثه السابق في فصل الركوع بطوله قال في آخره " ثم اصنع كذلك حتى كانت الركعة الاخيرة " و هو صحيح كما سبق و عن ابى مسعود البدرى حديث في معنى حديث أبي هريرة راوه أبو داود و النسائي لكنه من رواية عطاء ابن السائب و كان اختلط في آخر عمره و الراوى عنه هما أخذ عنه في الاختلاط فلا