المقام التاسع
في تحليل الحوار الدائر بين الإمام والخليفة
روى الطبرسي في« الاحتجاج» الحوار الذي دار بين الإمام أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ والخليفة أبي بكر حيث طلب الثاني من الإمام ـ عليه السلام ـ البيّنة على مالكيته لفدك فأجابه الإمام بما هذا نصّه:
«أتحكم فينا بخلاف حكم اللّه في المسلمين؟»
قال: لا.
قال: «فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ادّعيتُ أنا فيه، من تسأل البيّنة؟».
قال: إيّاك كنتُ أسأل البيّنة على ما تدّعيه على المسلمين.
قال: فإذا كان في يدي شيء فادّعى فيه المسلمون، تسألني البيّنة على ما في يدي، وقد ملكته في حياة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وبعده، ولم تسأل المؤمنين البيّنة على ما ادّعوا عليّ كما سألتني البيّنة على ما ادّعيتُ عليهم؟».
إلى أن قال: «وقد قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ: البيّنة على من ادّعى، واليمين على من أنكر».(1)
فربما يقال بأنّ الإمام وإن كان مستولياً على فدك وكانت له يد عليها وبذلك كان منكراً والخليفة مدّعياً، و قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ: البيّنة على المدّعي
1. الوسائل: 18/215، الباب 25 من أبواب كيفية الحكم من كتاب القضاء، الحديث 3.