مصباح الفقاهة فی المعاملات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مصباح الفقاهة فی المعاملات - جلد 1

السید أبوالقاسم الموسوی الخوئی؛ المقرر: محمدعلی التوحیدی التبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و من هنا أيضا أطلق السحر على البيان الجيد ( 1 ) بلحاظ المدح و الذم ، فانه يصرف حواس الحاضرين و آذان السامعين إلى المتكلم .

و بهذا الاعتبار أيضا أطلق السحر على تمويه الفضة بالذهب .

و على الجملة إن الناظر إلى كلمات أهل اللغة و موارد الاستعمال يقطع بأن السحر ليست له حقيقة واقعية ، و إنما هو ما ذكرناه ، و من جميع ما تقدم ظهر ما هو المراد من الاخبار المتظافرة الدالة على حرمة السحر و قد ذكرنا بعضها في الهامش .

و أما ما ذكره في القاموس من أن السحر ما لطف مأخذه ودق فانه و إن انطبق على ما ذكرناه ، لان صرف الشيء عن وجهه على سبيل التموية له مأخذ دقيق جدا ، إلا أنه تعريف بالاعم ، فان الامور التي يلطف مأخذها و هي ليست من السحر في شيء كثيرة جدا ، كالقوى الكهربائية ، و الراديوات ، و الطائرات ، و بعض أقسام ادوات الحرب ، و غير ذلك مما لا يعرفه أكثر الناس ، خصوصا الصناعات المستحدثة .

و قد ظهر مما ذكرناه الفرق بين السحر و بين المعجزة و الشعوذة ، فانك قد عرفت في البحث عن حرمة التصوير ( 2 ) إجمالا أن الاعجاز أمر حقيقي له واقعية ، إلا أنه جار على السير الطبيعي ، بل هو أمر دفعي خارق للعادة ، و اما المقدمات الطبيعية فكلها مطوية فيه ، كجعل الحبوب أشجارا و زروعا ، و الاحجار لؤلؤا و يواقيت دفعة واحدة ، و منه صيرورة عضا موسى " ع " ثعبانا ، و صيرورة الاسد المنقوش على البساط حيوانا مفترسا بأمر الامام عليه السلام في مجلس الخليفة ، و قد تقدم ذلك في المبحث المذكور ، و اما السحر فقد عرفت انه ليست لها حقيقة واقعية أصلا .

1 - في لسان العرب : السحر البيان في فطنة ، كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله إلى ان قال : إن من البيان لسحرا .

قال أبو عبيدة : كان المعنى انه يبلغ من ثنائه انه يمدح الانسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله ، ثم يذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله الآخر فكانه قد سحر السامعين بذلك .

و في ج 14 البحار ص 251 ذكر الحديث ثم قال ما حاصله : و سمى النبي صلى الله عليه و آله بعض البيان سحرا لوجهين : الاول : انه لدقته و لطفه يستميل القلوب إلى المتكلم .

و الثاني : أن المتقدر على البيان يكون قادرا على تحسين ما يكون قبيحا و تقبيح ما يكون حسنا ، فذلك يشبه السحر من هذا الوجه .

2 - ص 227 .

/ 549