مصباح الفقاهة فی المعاملات جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ايضا .و إذا مدح المقول فيه في حضوره بما ليس فيه عوقب بثلاثة عقاب : للاغتياب ، و الكذب ، و النفاق .ثم إن المحد في الحضور بالاوصاف المباحة و إن كان جائزا في نفسه ، بل ربما يكون مطلوبا للعقلاء ، و لكنه إذا كان مسبوقا بالذم أو ملحوقا به كان من الجرائم الموبقة و الكبائر المهلكة .و قد ورد في الاخبار المستفيضة ( 1 ) أن ذا لسانين يجئ يوم القيامة و له لسانان من النار ، فان لسانه المدح في الحضور و إن لم يكن لسانا من النار ، إلا أنه إذا تعقبه أو تقدمه لسان الذم في الغياب صار كذلك .ثم إن النسبة بين المغتاب ( بالكسر ) و بين ذي اللسانين هي العموم من وجه ، فانه قد توجد الغيبة و لا يوجد النفاق ، و قد يوجد النفاق حيث لا توجد الغيبة ، كأن يمدح المقول فيه حضورا ، و يذمه بالسب و البهتان غيابا .و قد يجتمعان كما عرفت .قوله : ( و قد يطلق الاغتياب على البهتان ) .أقول : قد عرفت : أن الغيبة هي أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه ، و أما البهتان فهو على ما تقدم في بعض أخبار الغيبة ذكرك أخاك بما ليس فيه ، فهما متبائنان مفهوما و مصداقا .نعم بناء على مقالة المشهور من أن الغيبة ذكرك أخاك بما يكرهه فيمكن اجتماعهما في بعض الموارد .و أما إطلاق الغيبة على البهتان في رواية علقمة ( 2 ) فبنحو من المسامحة و التجوز .على أنها ضعيفة السند .و أما كون عقاب التهمة أشد من الغيبة فلاشتمالها على الفرية و الهتك معا حقوق الاخوان قوله : ( خاتمة في بعض ما ورد من حقوق المسلم على أخيه ) .أقول : قد ورد في الروايات ( 3 ) المتظافرة ، بل المتواترة أن للمسلم على اخيه حقوقا كثيرة ، و في رواية