[ نعم لو أريد مثلا من عينين ، فرد ان من الجارية ، و فردان من الباكية ، كان من استعمال العينين في المعنيين ، إلا أن حديث التكرار لا يكاد يجدي في ذلك أصلا ، فإن فيه إلغاء قيد الوحدة المعتبرة أيضا ، ضرورة أن التثنية عنده إنما يكون لمعنيين ، أو لفردين بقيد الوحدة ، و الفرق بينهما و بين المفرد إنما يكون في أنه موضوع للطبيعة ، و هي موضوعة لفردين منها أو معنيين ، كما هو أوضح من أن يخفى .و هم و دفع : لعلك تتوهم أن الاخبار الدالة على أن للقرآن بطونا - سبعة أو سبعين - تدل على وقوع استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد ، فضلا عن جوازه ، و لكنك غفلت عن أنه لا دلالة لها أصلا على أن إرادتها كان من باب إرادة المعنى من اللفظ ، فلعله كان بإرادتها في أنفسها حال الاستعمال في المعنى ، ]المكرر من المفرد ، بخلاف التثنية ، فإن العنوان المذكور مأخوذ فيها كما لا يخفى .هذا كله في الجواز عقلا و وضعا ، و أما وقوعا فقد توهم بعض أنه واقع في القرآن و استدل عليه بالاخبار الدالة على ان للقرآن بطونا سبعة أو سبعين ، لكنه في محلة ، و ذلك لعدم دلالة تلك الاخبار على تعدد معاني ألفاظه ، بل المقصود منها أن لمعاني ألفاظ القرآن مراتب تستفاد منه حسب مراتب إلا دراكات و العقول ، مثلا لفظ الشمس لا يفهم منه عقل العاقل العامي الا الجرم المرئي في السماء ، و لكن العقول العالية المتصرفة تتصرف في معناه فتأخذ بالصورة أعني الحيثية النورية بإلغاء المادة ، و هذا أيضا يتفاوت بتفاوت مراتب العقول .و يمكن أن يكون المقصود منها ما يستفاد من الحروف المقطعات و غيرها من المركبات ، لكن لا من حيث تركيبها ، بل ذواتها ، و العلم بها مخزون عند أهل البيت عليهم السلام .