موضوع علم الاصول
[ و قد انقدح بذلك أن موضوع علم الاصول ، هو الكلي المنطبق على موضوعات مسائله المتشتتة ، لا خصوص الادلة الاربعة بما هي أدلة ، بل و لا بما هي هي ، ضرورة أن البحث في واحد من مسائله المهمة ليس من عوارضها ، و هو واضح لو كان المراد بالسنة منها هو نفس قول المعصوم أو فعله أو تقريره ، كما هو المصطلح فيها ، لوضوح عدم البحث في كثير من مباحثها المهمة ، كعمدة مباحث التعادل و الترجيح ، بل و مسألة حجية خبر الواحد ، لا عنها و لا عن سائر الادلة ، و رجوع البحث فيهما - في الحقيقة - إلى البحث عن ثبوت السنة بخبر الواحد ، في مسألة حجية الخبر - كما أفيد - و بأي الخبرين في باب التعارض ، فإنه أيضا بحث في الحقيقة عن حجية الخبر في هذا الحال مفيد ، ]قوله : " و قد انقدح بذلك أن موضوع علم الاصول " الخ .ذكر جماعة أن موضوع الاصول هو أدلة الفقة ( 1 ) ، و ظاهرهم كونها بما هي أدلة ، لا ذواتها ( 2 ) ، فمرجعه إلى كون الموضوع هو عنوان الدليل في الفقة .ثم الظاهر أن مرادهم بالدليل هو الحجة ، لا ما يفيد العلم أو الظن بالاحكام الفقهية مطلقا ، و الشواهد عليه في كلماتهم كثيرة ، و لذا أورد عليهم المحقق ( 3 ) القمي قدس سره بأنه يلزم حينئذ أن يكون القضايا الباحثة عن حجية خبر الواحد و غيره خارجة عن مسائل الفن ، و داخلة في مباديه ، لكون1 - نسب ذلك إلى المشهور .2 - كما يظهر من الفصول فانه صرح بأن الموضوع في علم الاصول ذات الادلة لا هي مع وصف الدليلية .3 - المحقق القمي : آية الله العظمى أبو القاسم بن محمد حسن الفقية الاصولي من تصانيفه القيمة : القوانين المحكمة في الاصول ، و الغنائم ، و المناهج في الفقة ، توفى بقم و دفن في مقبرتها الشهيرة بشيخون سنة ( 1231 ) ه .