[ واضح لا محيص عنه ، و لا يكاد ينقضي تعجبي كيف رضي المتوهم أن يجعل كلامهما ناظرا إلى ما ينبغي صدوره عن فاضل ، فضلا عمن هو علم في التحقيق و التدقيق ؟ ! .السادس لا وجه لتوهم وضع للمركبات ، وضع المفردات ، ضرورة عدم الحاجة إليه ، بعد وضعها بموادها ، في مثل ( زيد قائم (و ) ضرب عمرو بكرا ) شخصيا ، و بهيئاتها المخصوصة من خصوص إعرابها نوعيا ، و منها خصوص هيئات المركبات الموضوعة لخصوصيات النسب و الاضافات ، بمزاياها الخاصة من تأكيد و حصر و غيرهما نوعيا ، بداهة أن وضعها كذلك واف بتمام المقصود منها ، كما لا يخفى ، من حاجة إلى وضع آخر لها بجملتها ، مع استلزامه الدلالة على المعنى : تارة بملاحظة وضع نفسها ، و أخرى بملاحظة وضع مفرداتها ، و لعل المراد من العبارات الموهمة لذلك ، هو وضع الهيئات على حدة ، وضع المواد ، لا وضعها بجملتها ، علاوة على وضع كل منهما .]قوله : مع استلزامه الدلالة على المعنى .الخ .أقول : إن الدلالة التي تكون بملاحظة وضع نفسها تكون على هذا الفرض دلالة إفرادية لا تركيبية ، أي يدل مجموع اللفظ على مجموع المعنى من دلالة أجزائه على أجزائه كما تكون في الالفاظ المفردة مثل لفظ زيد مثلا ، فيكون زيد في " زيد قائم " على هذا بمنزلة الزاء في لفظ زيد ، و هكذا ، اذ لا يقتضي هذا الوضع دلالة الاجزاء ، و هو ظاهر مع أنك حين تسمع هذا الكلام لا تفهم الشخص إلا من لفظ " زيد " و لا تفهم الوضع الخاص إلا من لفظ " قائم " و لا