المعنى الحرفي
[ ثم إنه لا ريب في ثبوت الوضع الخاص و الموضوع له الخاص كوضع الاعلام ، و كذا الوضع العام و الموضوع له العام ، كوضع أسماء الاجناس و أما الوضع العام و الموضوع له الخاص ، فقد توهم أنه وضع الحروف ، و ما ألحق بها من الاسماء ، كما توهم أيضا ان المستعمل فيه فيها خاص ]الاعتراف بكون الموضوع له عاما كالوضع .و التحقيق حسب ما يؤدي إليه النظر الدقيق كما ذهب إليه أهل التحقيق و التدقيق هو أن حال المستعمل فيه و الموضوع له فيها حالهما في الاسماء في كونها عامين .و توضيح المرام يحتاج إلى صرف عنان الكلام في تحقيق ما للحروف من المعنى ، فنقول : إعلم أنه و إن ذكر أهل الادب ( 1 ) لمعنى الحروف عبارات لا تخلو عن الاشكال و التسامح .لكن التحقيق فيه يحتاج إلى بيان مقدمة ، هو أن الاشياء الموجودة في الخارج سواء كانت من الجواهر أو الاعراض لها إرتباطات و إضافات خاصة ، مثل ظرفية الكوز للماء ، و أبوة زيد لعمرو ، و بنوة عمر و لزيد ، إلى ذلك ، و ليس لتلك الارتباطات و الاضافات وجود في الخارج سوى نفس المرتبطات و المضافات كما هو واضح ، و كذلك الامر في الذهن ، فإنها إن وجدت في الذهن مرتبطات1 - عبارات الادباء و الاصوليين و أقوالهم في وضع الحروف و معناها مختلفة جدا ، منها قول نجم الائمة الشارح الرضي بان الحروف لا معاني لها بل هي علامات لخصوصية المعاني الموجودة في مدخولاتها ، و منها القول بأنها موضوعة لمعنى لو حظ حالة للغير و نعتا له كالاعراض الخارجية ، و منها القول بأنها موضوعة للنسب و الارتباطات المتقومة بالطرفين ، و منها القول بان المعنى إذا لو حظ أليا فهو معنى حرفي و إذا لو حظ استقلاليا فهو معنى اسمي ، و منها القول بأن معانيها إيجادية لا اخطارية .و منها القول بالتفصيل بأن معاني بعض الحروف إيجادية كحروف النداء و الترجي و معاني بعضها اخطارية .