[ النوع ، و يفصله إلى جنس و فصل ، بعد ما كان أمرا واحدا إدراكا ، و شيئا فاردا تصورا ، فالتحليل يوجب فتق ما هو عليه من الجمع و الرتق .الثاني : الفرق بين المشتق و مبدئه مفهوما ، أنه بمفهومه لا يأبى عن الحمل على ما تلبس بالمبدأ ، و لا يعصي عن الجري عليه ، لما هما عليه من نحو من الاتحاد ، بخلاف المبدأ ، فإنه بمعناه يأبى عن ذلك ، بل إذا قيس و نسب إليه كان غيره ، لا هو هو ، و ملاك الحمل و الجري إنما هو نحو من الاتحاد ]قوله : الثاني الفرق بين المشتق و مبدئه مفهوما .الخ .قبل الخوض في تحقيق الحال في المقام لابد من بيان مقال يظهر منه ما اختلف فيه الاعلام من المرام ، و هو أن النفس إذا توجهت إلى شيء فإما أن تتوجه إليه توجها تحقيقيا بحيث تراه في تلك النظرة متعينا و متحصلا بتحصلات و تعينات ، و محدودا بحدود ، و كان ذلك في تلك النظرة بمثابة إذا قيس إلى غيره يباينه .و إما أن تتوجه إليه توجها إجماليا و نظرا إبهاميا بحيث تراه في تلك النظرة متعين و لا متحصل ، و كان ذلك في تلك النظرة بمثابة إذا قيس إلى غيره لم يباين ذلك الغير بل هو هو ، و ذلك يتضح في المركب سواء كان مركبا حقيقيا ، مثل النوع المركب من الجنس و الفصل ، أو اعتباريا مثل الصلوة المركبة من الاجزاء المعلومة ، فإن الجزء الكذائي مثل مادة الانسان الذي يكون نوعا للحيوان التي يعبر عنها بما به القوة إذا نظر إليها فإما أن تكون منظورة متعينة و متحصلة بحيث تباين غيرها ، و إما أن تكون منظورة مبهمة متعينة و لا متحصلة بحيث لا تأبى أن تكون غيرها ، فبالاعتبار الاول يعبر عما به القوة بالمادة ، و لا يصح حمله في هذا اللفظ و الاعتبار على الجزء الآخر من النوع أعني الفصل الذي إذا لو حظ باللحاظ الاول يكون و يعبر عنه بالصورة التي تكون