حاشیة علی کفایة الأصول جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
[ مع كون الموضوع له كالوضع عاما و التحقيق - حسبما يؤدي إليه النظر الدقيق - أن حال المستعمل فيه و الموضوع له فيها حالهما في الاسماء ، و ذلك لان الخصوصية المتوهمة ، إن كانت هي الموجبة لكون المعنى المتخصص بها جزئيا خارجيا ، فمن الواضح أن كثيرا ما لا يكون المستعمل فيه فيها كذلك بل كليا ، و لذا التجأ بعض الفحول إلى جعله جزئيا إضافيا ، و هو كما ترى .و إن كانت هي الموجبة ]لم يكن لارتباطاتها سوى نفس المرتبطات وجود أصلا ، يشهد بذلك الوجدان ، نعم لما كانت للذهن قوة بها تتصرف في الاشياء يمكنه التحليل و التجزئة بين المرتبطين و الربط ، بحيث يصير المرتبطان في هذا النظر الثانوي ثلثة ، بعد كونها في النظر الاولى اثنين ، لكنه يخرج المرتبطان في هذا النظر عن كونهما مرتبطين ، و يصير ان مع الربط بينهما ثلثة اشياء مستقلات مرتبطات ، مثل الماء و الكوز مثلا ، فانه إذا توجه الذهن إليهما مرتبطين بالظرفية و المظروفية لا يوجد في الذهن سوى نفس المرتبطين ، و إذا نظر إليهما ثانيا و ينتزع عنهما تلك الخصوصية توجد في الذهن ثلثة اشياء مربوطة : الكوز ، و الماء ، و الظرفية ، و قس على هذا المثال سائر الامثلة .إذا عرفت ذلك فاعلم أن المعنى الحرفي عبارة عن تلك الارتباطات و الاضافات التي ليس لها سوى المتعلقات وجود أصلا ، لا في الخارج و لا في الذهن ، كما لا يخفى ، و المعنى الاسمي عبارة عن نفس تلك العناوين المنتزعة عن الاشياء المرتبطة مثل عنوان الظرفية ، و الابتدائية ، و الانتهائية ، و غيرها من سائر العناوين المنتزعة .إذا ظهر ذلك فاعلم أنه يمكن أن يقال : بأن الموضوع له في الحروف ، و كذا المستعمل فيه هو نفس تلك المفاهيم المنتزعة التي هو كليات مجعولة مرآتا