حاشیة علی کفایة الأصول جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
في المعاني الاعتبارية التي يكون منشأ انتزاعها الجعل ، كالابوة ، و الاخوة ، لكون الانشاء حينئذ لغوا ، و وضع الالفاظ للمعاني جعلا و إفادة إنما هو للحاجة ، كما هو ظاهر ، و الارتباط بين المعاني بالاولية و الاخرية ، و الظرفية ، و العلو ، و غيرها ، إنما هو من الاعتبارات المنتزعة عن خصوصيات وجود الطرفين ، لا من جعل الجاعل لها و إنشائها ، و وجود الارتباط بين المعاني المفهومة عند استعمال الحروف و استعمال الاسماء ، ليس ملاكه ما ذكر من إنشاء الربط في الاول دون الثاني ، بل الملاك ما نذكره فيما بعد انشاء الله تعالى .و التحقيق في الفرق بين الحروف و ما يترائي ترادفه معها من الاسماء ، أن الاسماء موضوعة لافادة مفاهيم الارتباطات على وجه الاستقلال ، و الحروف لافادتها تبعا لملاحظة المتعلقات .و هذه العبارة ذكرها كثير من المحققين في مقام الفرق ، لكن لم يذكروا كيفية نحو الافادة .إن قلت : المعنى الواحد كيف يتصور على وجهين ؟ قلت في توضيحه : إن المفاهيم الجوهرية و العرضية بعضها مرتبط ببعض بأنحاء كثيرة من العلية ، و المعلولية ، و التقدم ، و التأخر ، و الاولية ، و الاخرية ، و العلو ، و غيرها ، و هذه الارتباطات لا وجود لها في الخارج إلا بوجود المرتبطين ، فوجودهما بالنحو الخاص منشأ لانتزاعها ، و لا يمكن أن يوجد الارتباط في الخارج بوجود وجود الطرفين ، و أما في الذهن فيمكن أن يوجد الارتباط بعين وجود الطرفين ، و يتصور بتصورهما كما في الخارج ، و ذلك بأن يتصور الطرفان متخصصين بالخصوصية التي بها يصح انتزاع الارتباط ، بينهما ، كما إذا تصورت السير المتناهي المنقطع من أحد طرفيه بالبصرة ، و من الآخر بالكوفة ، مع سبق