حاشیة علی کفایة الأصول جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و أسماء الاشارات هو مفهوم الاشارة ، و استعمالها فيها عبارة عن إنشاء الاشارة و ايجادها ، و الدليل على ذلك أن العرف لا يفهمون من تلك الالفاظ إلا الاشارة ، و لذا يقال لمن يتكلم بتلك الالفاظ : إنه أشار ، غاية الامر أنه لما كانت الاشارة مندكة في المشار اليه ، يدخل في ذهن السامع نفس المشار اليه ، فلا يرد على ما ذكرنا إشكال أن المتبادر منها هو نفس المشار اليه ، و ذلك دليل على أنه مدلولها كما لا يخفى ، و لا بد في المشار اليه من جهة يتعين بها ، لانه بدون ذلك لا يصح ، بل لا يمكن الاشارة ، وجهة التعيين مختلفة : ففي أسماء الاشارة هي الحضور خارجا أو ذهنا ، و في ضمير الغيبة سبق ذكر المشار اليه .في الخطاب كونه مخاطبا ، و في المتكلم وحده كونه متكلما ، و في المتكلم مع الغير كون بعضه متكلما و بعضه متعينا بالقرائن الحالية أو المقالية ، و في الموصولات هو ثبوت الصلة له .و محصل الكلام من بدء البحث في الحروف إلى هنا ، أن لكل واحد من الناس مقاصد و حوائج شتى لا يمكن التوصل إليها إلا بوسيلة من الوسائل ، و أسهلها في مقام الاعلام و تفهيم المقاصد و المرام هو ؟ و المقاصد مختلفة ، فمنها ما يحتاج إلى الاعلام تصورا مثل " زيد " و " القيام " ، أو تصديقا مثل " زيد قائم " و " بكر عالم " ، و منها ما يحتاج إلى الايجاد ، كالطلب و الاشارة ، و غيرهما من الامور التي يحتاج تحققه إلى الايجاد .و كذلك الالفاظ التي تكون وسيلة و طريقا للوصول إلى المقاصد مختلفة ايضا : فمنها ما وضع لاعلام الامور التصورية مثل لفظ " زيد و " قائم " و غيرهما من الالفاظ المفردة إسما كان أو فعلا .و منها ما وضع لاعلام الامور التصديقية ، مثل لفظي " زيد قائم " و الفاظ