حاشیة علی کفایة الأصول جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
[ فيكون الخبر موضوعا ليستعمل في حكاية ثبوت معناه في موطنه ، و الانشاء ليستعمل في قصد تحققه و ثبوته ، و إن اتفقا فيما استعملا فيه ، ]إن عمل ألفاظ الجملات و المركبات ليس تصديق المخاطب بمضامينها حتى يقال : إن دلالتها على ذلك مشروطة بالشروط الثلاثة ، بل إنما يكون هو إحضار مضامينها في ذهن المخاطب على ما هي عليه من كونها مرتبطة ، في مقابل ألفاظ المفردات التي وضعت ليعمل في معانيها بإحضارها في ذهن المخاطب بأنفسها مرتبطة .قوله : " فيكون الخبر موضوعا ليستعمل في حكاية ثبوت معناه في موطنه " الخ .لا تخلوا العبارة في كلا القسمين عن مسامحة ، فإن الحكاية هي إعلام المخاطب بما جعل اللفظ بحذائه من المعنى ، و قد تقدم أن الاعلام هو استعمال اللفظ ، لا إنه مستعمل فيه ، و كذا قصد تحقق المعنى باللفظ في الانشاء إنما هو قصد عمل اللفظ ، لا أنه مستعمل فيه .ثم إعلم أن غير ما وضع للانشاء من الالفاظ على قسمين : أحدهما ما وضع لافادة العلم بالمعني تصورا كلفظ " زيد " ، و " إنسان " ، و " من " ، و " إلى " .و الآخر ما وضع لافادة العلم بالمعني تصديقا كهيئة الجملة الخبرية ، و الفعل الانشائي ، فانهما موضوعان لافادة الارتباط الاتحادي و الصدوري بين الموضوع و المحمول ، و بين الفعل و فاعله ، و لا يحصل عند التكلم بأسماء تلك النسب إلا تصورها ، و كون المتكلم صادقا ، و التقييد بالصدق في كلامنا إنما هو لاشتراط الدلالة التصديقية في الكلام بعلم المخاطب بصدق المتكلم ، و كونه بصدد البيان بخلاف الدلالة التصورية ، فإنها تحصل و لو صدر اللفظ من تموج