حاشیة علی کفایة الأصول جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
[ و قد عرفت أن الطبيعة بما هي هي ليست إلا هي ، لا يعقل أن يتعلق بها طلب لتوجد أو تترك ، و أنه لا بد في تعلق الطلب من لحاظ الوجود أو العدم معها ، فيلاحظ وجودها فيطلبه و يبعث إليه ، كي يكون و يصدر منه ، هذا بناء على أصالة الوجود .و أما بناء على أصالة الماهية ، فمتعلق الطلب ليس هو الطبيعة بما هي أيضا ، بل بما هي بنفسها في الخارج ، فيطلبها كذلك لكي يجعلها بنفسها من الخارجيات و الاعيان الثابتات ، لا بوجودها كما كان الامر بالعكس على أصالة الوجود .و كيف كان فيلحظ الآمر ما هو المقصود من الماهية الخارجية أو الوجود ، فيطلبه و يبعث نحوه ليصدر منه و يكون ما لم يكن ، فافهم و تأمل جيدا .]ان الطلب يكون من الامور الاضافية و لا بد له في تحققه من امور ثلثة يكون بها قوامه ، بحيث لولاها لما كان له تحقق أصلا : الطالب ، و المطلوب ، و المطلوب منه ، إذا عرفت ذلك ظهر لك بان الطلب لا يمكن ان يوجد و يتحقق الا بعد وجود ما به قوامه من الطالب ، و المطلوب منه و المطلوب ، لا كلام في الاولين ، و اما الثالث اعني المطلوب فالمراد بوجوده اللازم في تحقق الطلب لا يكاد ان يكون هو الوجود الخارجي ، لان تعلق الطلب بالوجود الخارجي طلب للحاصل ، فلا بد ان يكون المراد به الوجود الذهني ، لكن لا بما هو موجود في الذهن ، فانه ايضا معقول ان يتعلق به الطلب كما هو واضح ، بل هو هو مع قطع النظر عن الذهن ، فالشئ الفلاني مع قطع النظر عن وجوده خارجا و ذهنا كلي لا يمتنع صدقه على كثيرين ، فثبت بذلك كله ان متعلق الطلب لا يمكن ان يكون الا كليا فينتج بان متعلق الامر هو الطبيعة لا الافراد ، و ذلك بضميمة ما افاده مد ظله ايضا في المقام يتم المطلوب ، و هو ان الطلب انما يتعلق بالايجاد ، و الايجاد يتعلق بالطبيعة