حاشیة علی کفایة الأصول جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
[ بلا بعث و لا زجر ، لا استحالة فيه أصلا ، فإن الانشاء خفيف المؤونة ، فالحكيم تبارك و تعالى ينشئ على وفق الحكمة و المصلحة ، طلب شيء قانونا من الموجود و المعدوم حين الخطاب ، ليصير فعليا بعد ما وجد الشرائط و فقد الموانع بلا حاجة إلى إنشاء آخر ، فتدبر .]فهو ان عدم صحة خطاب المعدوم بل الغائب حقيقة ، و عدم قابليتهم للخطاب ، بحيث يتوجه الكلام إليهم و يكونون متوجهين اليه مما لا شبهة فيه لاحد ، فان تحقق المخاطبة حقيقة انما يكون بملاك ليس بموجود بالاضافة إليهم ، لان ملاك المخاطبة حقيقة كون المخاطب ( بالفتح ) بحيث إذا القي اليه الكلام يلتفت اليه و يسمعه ، و هذا المعنى بالنسبة إلى المعدوم بل الغائب مفقود بلا اشكال ، و على هذا فالأَلفاظ الموضوعة للخطاب كأداة النداء مثلا ان كانت موضوعة بأزاء حقيقة المخاطبة فاستعمالها في هذا المعنى الحقيقي يوجب تخصيص ما يقع في تلوها من العموم بالحاضرين ، و هذا المعنى قرينة عقلية على إرادة الخاص من العموم .و اما إذا كانت موضوعة للخطاب الايقاعي الانشائي مثل ادوات النداء كما هو كذلك ظاهرا ، و لا يبعد دعواه واقعا ، فاستعمالها فيه يكون استعمالا حقيقيا بلا تجوز ، و لا يوجب التخصيص بمن يصح مخاطبته من الحاضرين ، بل يعمها و الغائبين بل المعدومين ، و الخطاب بهذا المعنى المذكور كاف لانبعاث الغائب و المعدوم إذا وصل إليهما بعد إرادة المتكلم بعثهما في ظرف الوجود .و الشاهد على ما ذكرنا من ان ألفاظ الخطاب موضوعة للخطاب الانشائي ، هو ان المتكلم ربما يوقع الخطاب بداعي التحسر و التعسف و الحزن ، مثل " يا كوكبا ما كان اقصر عمره " كما يوقعه مخاطبا لمن يصح مخاطبته حقيقة بلا تفاوت في الموردين ، بلا عناية و ملاحظة قرينة في الاول كما لا يخفى ، هذا محصل ما افاده المصنف قدس سره .