حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 24
لطفا منتظر باشید ...
نسخت بآية «وَ الْمُحْصَناتُ مِنَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» الدالة علىالجواز، و لهذا جعلنا ذلك مؤيدا للجواز.و مقتضى ما دلت عليه حسنة زرارة أوصحيحته، و كذا روايته الأخرى المتقدمتينفي النوع الثاني أن آية التحريم إنما هي«وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ»و أن هذه الآية قد نسخت آية «وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواالْكِتابَ» و يؤيد ذلك الروايات الواردةفي تفسير «وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِالْكَوافِرِ» المتقدمة في الموضعالمذكور.و أما آية «وَ لا تَنْكِحُواالْمُشْرِكاتِ» فالظاهر من إيراده فيالاستدلال على التحريم في حسنة زرارة وروايته بآية «وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِالْكَوافِرِ» دونها، مع أنه أصرح فيالتحريم: أنها قد نسخت بآية المائدة كمانقله الشيخان المتقدم ذكرهما فيتفسيريهما، و لعله بعد ذلك نسخت آيةالمائدة بآية «وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِالْكَوافِرِ» كما صرحت به الروايتانالمذكورتان.و ما يقال من أن المائدة آخر القرآن نزولاغير معلوم على إطلاقه، نعم بعض آياتهاكذلك، فإن الظاهر من الأخبار أن السور لمتنزل دفعة واحدة بل القرآن كله إنما نزلنجوما بحسب الأحكام المتجددة و الوقائعالمتعددة، و لهذا صرحوا بأنه لم يتكامل فينزوله إلا بعد عشرين سنة، و حينئذ فيكونالقرآن دليلا على التحريم بمعونة هذهالروايات، لأنا لا نفهم من القرآن إلا ماأفهمونا إياه، و أوقفونا عليه، سيما عندتشابهه علينا، و نسخ بعضه بعضا.و من ذلك يظهر ترجيح القول بالتحريمبالنظر إلى هاتين القاعدتين الواردتين فيمقام الترجيح، لأن العرض على مذهب العامةو الأخذ بخلافه لا يتم إلا على القولبالتحريم و العرض على الكتاب بالتقريبالذي أوضحناه