الحق، و لو كان الخروج منهما معا خص باسمالشقاق- كما سيأتي- لا النشوز، لاستوائهمامعا في الارتفاع فلم يتحقق ارتفاع أحدهماعن الآخر.
أقول: في كتاب المصباح المنير: نشزتالمرأة من زوجها نشوزا- من بابي قعد و ضرب-عصت زوجها و امتنعت عليه، و نشز الرجل منامرأته نشوزا- بالوجهين- تركها و جفاها، وفي التنزيل «وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْمِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً»و أصله الارتفاع، يقال: نشز من مكانهنشوزا- بالوجهين- إذا ارتفع عنه. انتهى، ومقتضى هذا الكلام إطلاق النشوز لغة علىالمعنى الشرعي.
و نحو هذه العبارة فيما ذكرناه عبارةالقاموس، و حينئذ فما ذكره الأصحاب من أنهلغة بمعنى الارتفاع و شرعا بمعنى الخروجعن الطاعة غير جيد، لما عرفت من أنه يطلقلغة على المعنيين المذكورين.
إذا تقرر ذلك فاعلم أن النشوز قد يكون منالزوجة، و قد يكون من الزوج، و إلى الأوليشير قوله عز و جل «وَ اللَّاتِيتَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ» و إلى الثاني يشير قوله عزو جل «وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْبَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلاجُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحابَيْنَهُما» الآية، فالكلام هنا يقع فيموضعين:
الأول: في نشوز المرأة
و الأصل في هذا المقام الآية المتقدمة، وهي قوله تعالى «وَ اللَّاتِي تَخافُونَنُشُوزَهُنَّ» الآية، إلا أنه قد وقعالكلام فيها في مواضع:
الأول: إنه هل تثبت هذه الأمور المذكورةفي الآية مع تحقق النشوز أو ظهور أماراتهقبل وقوعه أو معهما؟ فقيل: إن المراد بخوفالنشوز توقعه،