الثاني [من المخاطب في الآية بإنفاذالحكمين؟] - حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 24
لطفا منتظر باشید ...
في كتاب مجمع البيان حيث قال «وَ إِنْخِفْتُمْ» أي خشيتم، و قيل علمتم، و الأولأصح، لأنه لو علم الشقاق يقينا لما احتيجإلى الحكمين.
و إلى الثاني يميل كلام شيخنا الشهيدالثاني في المسالك، حيث حمل الآية أولاعلى المعنى الظاهر من اللفظ مع تقديرالاستمرار بمعنى أنه إن خشيتم استمرارالشقاق، لأن ظهور النشوز منها موجب لحصولالشقاق.
أقول: فالمراد حينئذ خوف استمراره، ثمقال: و يجوز أن يراد من خشية الشقاق العلمبه كما سلف، و هو أولى من إضمار الاستمرار،و كلام سبطه في شرح النافع يميل إلى الأولحيث قال: و الظاهر أن المراد و الله أعلم«إن خفتم استمرار الشقاق بينهما» أو يقال:إن الشقاق إنما يتحقق مع تمام الكراهةبينهما، فيكون المراد أنه إذ حصلت كراهةكل منهما لصاحبه و خفتم حصول الشقاقبينهما «فَابْعَثُوا حَكَماً» و قيل: معنىخفتم علمتم.
أقول: الظاهر أن المراد من قول شيخناالطبرسي «لأنه لو علم الشقاق يقينا لمااحتيج إلى الحكمين» هو أن الغرض من بعثالحكمين هو الإصلاح بينهما باجتماع أوفرقة، و متى كان الشقاق معلوما علم أنه لايمكن الإصلاح بالاجتماع، فموضع إرسالهماإنما هو في مقام يرجو فيه الاجتماع بأنيظهر الكراهة من كل منهما لصاحبه فيالجملة إلا أنه يرجى الاجتماع حينئذ، و هويرجع إلى المعنى الثاني الذي ذكره في شرحالنافع، و الظاهر قربه.
الثاني [من المخاطب في الآية بإنفاذالحكمين؟]
اختلف المفسرون و الفقهاء في المخاطب فيالآية بإنفاذ الحكمين هل هو الحاكمالشرعي؟ أو الزوجان؟ أو أهل الزوجين؟ علىأقوال، و بالأول قطع المحقق في الشرائع والعلامة في القواعد، و نسبه في المسالكإلى الأكثر، قال: و جعلوا ضمير فابعثوا فيالآية راجعا إلى الحكام.
و الثاني اختيار ابن بابويه في الفقيه والمقنع و أبيه في الرسالة و المحقق فيالشرائع، إلا أنه في النافع قال: إذاامتنعا بعثهما الحاكم.