التاسع [في أنه ينبغي للحكمين إخلاص النيةفي السعي و قصد الإصلاح]
من المستحبات عندهم أيضا في هذا المقام ماذكره شيخنا في المسالك: قال: و ينبغيللحكمين إخلاص النية في السعي و قصدالإصلاح، فمن حسنت نيته فيما يتحراه أصلحالله مسعاه، و كان ذلك سببا لحصول مبتغاهكما ينبه عليه قوله تعالى «إِنْ يُرِيداإِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُبَيْنَهُما» و مفهوم الشرط أن عدم التوفيقبين الزوجين يدل على فساد قصد الحكمين، وأنهما لم يجتمعا على قصد الاصطلاح بل فينية أحدهما أو هما فساد، فلذا لم يبلغاالمراد، انتهى.أقول: و مما يزيد ما ذكره تأييدا و يعليهتشييدا ما رواه الصدوق في الفقيه في هذاالباب عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكمأنه تناظر هو و بعض المخالفين في الحكمينبصفين عمرو بن العاص و أبي موسى الأشعري،فقال المخالف: إن الحكمين لقبولهما الحكمكانا مريدين الإصلاح بين الطائفتين، فقالهشام، بل