حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 24
لطفا منتظر باشید ...
و بهذا المضمون أخبار عديدة، و التقريبفيها إن غير المؤمن لا يرضى دينه، و الخلقفي هذه الرواية و غيرها بمعنى الدين كماصرح به أهل اللغة، لأنه و إن كان لغة بمعنىالسجية و الطبيعة أيضا فهو مستعمل فيالمعنيين.قال في القاموس: و الخلق بالضم و بضمتين:السجية و الطبيعية و المروة و الدين، و قالفي كتاب مجمع البحرين: إن هذا إلا خلقالأولين بسكون اللام يريد مذهبهم إلى أنقال: و الخلق بالضم السجية لأنه لا قائلهنا باشتراط حسن الخلق و الطبع في صحةالنكاح، و لا ورد بذلك نص، فيتعين حمله علىالمعنى الثاني، و حينئذ فيكون من قبيل عطفالمرادف.و بذلك يظهر لك أن ما طعن به في المسالكعلى هذه الروايات من أن ذكر الخلق هنا وإضافته إلى الدين مع أن الخلق غير معتبر فيالكفاءة إجماعا قرينة على أن اشتراط كل منالأمرين إنما قصد به الكمال، و الأمربتزويج من هو كذلك لكماله، فلا يلزم منهتحريم تزويج غيره، فإن فيه إنه إنما يتم ماذكره لو انحصر معنى الخلق في السجية والطبيعة، و أما إذا كان بمعنى الدين كماصرحوا به أيضا فالواجب حمل اللفظ عليه دونالمعنى الآخر لتأيده بالروايات المتكاثرةالدالة على اشتراط الايمان، و أيضا فإنالفتنة و الفساد الكبير إنما يترتب علىترك تزويج من اتصف بالمعنى الذي ذكرناه،لا بالمعنى الذي ذهب إليه.و منها ما رواه في الكافي و التهذيب عن أبيبصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:تزوجوا في الشكاك، و لا تزوجوهم لأنالمرأة تأخذ من أدب زوجها و يقهرها علىدينه».