حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 24
لطفا منتظر باشید ...
فسروا المستضعف بتفسيرات متقاربة و معانمتناسبة، لا مدخل لهذا القول الذي تحملهفيها، و قد فسره ابن إدريس- طاب ثراه- بمنلا يعرف اختلاف الناس في المذاهب و لا يبغضأهل الحق على اعتقادهم.و عرف في الذكرى بأنه الذي لا يعرف الحق ولا يعاند عليه، و لا يوالي أحدا بعينه.و عرفه الشيخ المفيد في المسائل الغريةبأنه لا يعرف بالولاء، و يتوقف عنالبراءة، و هذه التعاريف كلها متقاربة فيالمعنى، و تعاريف الأصحاب كلها من هذاالقبيل، كما صرحوا به في بحث الصلاة علىالأموات، و أما الأخبار في تفسيره فمن هذاالقبيل أيضا، و قد عقد له في الكافي بابا وسماه باب المستضعف و أخباره كلها كماذكرناه، ففي جملة منها أنه عبارة «عمن لايستطيع أن يؤمن، و لا يستطيع أن يكفر» و فيبعضها هم النساء و الأولاد، و في بعضها منلم يعرف اختلاف الناس، و في بعضها من لمترفع له حجة، و مرجعها كلها إلى ضعف العقل،على أن ما ذكره من المعنى فاسد في حد ذاته،حيث إنه لا يفهم من الأسوء حالا من المخالفالعارف، و هو المعنى الذي فسر به المستضعفهنا إلا الأشد عنادا في مذهبه الباطل وتعصبا في دينه العاطل، و ليس ذلك إلابعداوة أهل البيت أو عداوة شيعتهم لأجلهم،لأنا لا نعقل من المخالف متى أطلق إلاالمخالف في الإمامة، و المقدم فيها سيمامع وصفه بالعارف، و حينئذ فالأسوء حالامنه إنما هو الناصب المجاهر بالعداوة، وقد عرفت أن الرواية تضمنت حكم الناصب أولافلا معنى لذكره ثانيا. و بالجملة فإن كلامههنا مختبط لا يظهر له وجه استقامة بالكلية.الثالث: فيما استند اليه من رواية الفضيلبحمل قوله عليه السلام- بعد قول السائلفأزوجها الغير الناصب و لا العارف-: «وغيره أحب إلي منه» على إرادة التفضيل منهذه الصيغة، فإنه يقتضي كون تزويج الغيرالناصب و العارف و هو المستضعف