تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
ليشك في أن الوجود مثلا هل صار عدما في الزمان اللاحق أم لم يصر و إنما القابل لذلك هو الماهية كما مر لامكان أن تكون الماهية المتصفة بالوجود في الآن السابق متصفة بالعدم في الآن اللاحق و ليس كذلك الوجود و العدم على أن لازم ذلك عدم جريان الاستصحاب في وجد و الشيء أو عدمه إذا شك في بقائه على حالته السابقة لعدم إحراز الوجود أن العدم في زمان الشك فيهما .و قد يكون الموضوع في القضيتين هو الوجود كما إذا علمنا بقيام زيد أو طهارة ماء ثم شككنا في بقائه على تلك الحالة و عدمه لوضوح أن الموضوع في مثله هو زيد الموجود و بما أنا كنا على يقين من قيامه ثم شككنا فيه بعينه فالقضيتان متحدتان .و ثالثة يكون الموضوع في القضيتين هو الهيولى و المادة المشتركة بين الصور النوعية كما إذا كنا على يقين من اتصاف جسم بصورة و شككنا بعد ذلك في أنه هل خلعت تلك الصورة و تلبست بصورة أخرى أم لم تخلع ؟ فإن الموضوع في القضيتين هو المادة المشتركة فيشار إلى جسم معين و يقال : أنه كان متصفا بصورة نوعية كذا و لا أصل أنه ألان كما كان .و مقامنا هذا من هذا القبيل فنشير إلى ذلك الموجود الخارجي و نقول إنه كان كلبا سابقا و الآن كما كان للعلم بأن المادة المشتركة كانت متصفة بالصورة الكلبية فإذا شك في بقاء هذا الاتصاف يجرى استصحاب كونها متصفة بالصوره الكلبية ، و لا نريد أن نقول أنه كلب بالفعل ليقال أنه لو كان كلبا فعلا لم نحتج إلى الاستصحاب بل حكمنا بنجاسته حسب الدليل الاجتهادي كما لا نريد أنه ملح كذلك ليقال : أن مع العلم بالاستحالة نعم بطهارته فلا حاجة أيضا إلى الاصل .بل نريد أن نقول إنه كان كلبا سابقا و لا منافاة بين العلم بالكلبية السابقة