هل الشبهة المفهومية للاستحاله معقولة في المتنجسات ؟
و هل تعقل الشبهة المفهومية في الاستحالة في المتنجسات ؟ .التحقيق عدم تصور الشبهة المفهومية فيها و ذلك لان النجاسة في الاعيان النجسة كانت مترتبة على العناوين الخاصة من الدم و العذرة و غيرهما و لاجله كنا قد تتردد في سعة بعض تلك المفاهيم و ضيقها و نشك في أن العذرة أسم لغير المحروقة أو للاعم منها و من غيرها و هو المعبر عنه بالشبهات المفهومية .و أما المتنجسات فقد تقدم أن النجاسة بالملاقاة مترتبة على العناوين الخاصة من الصوف و القطن و غيرهما ليمكن الشك في سعة بعض المفاهيم و ضيقه بل إنما ترتبت على عنوان الجسم و الشي و لا نشك في سعة مفهومهما لوضوح أنهما صادقان على المتنجسات قبل تبدل شيء من أوصافه الشخصية أو النوعية و بعده لانها جسم أو شيء على كل حال فلا يتحقق مورد يشك في سعة المفهوم و ضيقة في المتنجسات فإذا شككنا في متنجس أنه أستحال أم لم يستحل فهو شبهة موضوعية لا مانع من استصحاب عدم أستحالته حينئذ .و من ذلك الشك في أستحالة الخشب فحما أو التراب آجرا أو خزفا فإنه مع الشك في تحقق الاستحالة مقتضى الاستصحاب هو الحكم ببقاء الموجود الخارجي على الجسمية السابقة و عدم تبدله بجسم آخر فلا بد من الحكم بالنجاسة في تلك الامور نعم الشك في الاستحالة بالاضافة إلى جواز السجدة أو التيمم على التراب من الشبهات المفهومية لا محالة لان جواز السجدة مترتب على عنوان الارض و نباتها و جواز التيمم مترتب على عنوان التراب أو الارض و معنى الشك في الاستحالة هو الشك في سعة مفهوم الارض و التراب و أنهما يشملان ما طبخ منهما و صار آجرا أو خزفا ، و مع الشك في المفهوم لا يجري فيه الاستصحاب كما عرفت و لا بد في جواز الامرين المذكورين من إحراز موضوعيهما .