من النواقض ما ازال العقل
( الخامس ) : كل ما أزال العقل ( 1 ) مثل الاغماء و السكر و الجنون دون مثل البهت .( 1 ) المتسالم عليه بين الاصحاب ( قد هم ) أن الاغماء و السكر و غيرهما من الاسباب المزيلة للعقل ناقض كالنوم و العمدة ذلك هو التسالم و الاجماع المنقولين عن جمع غفيرنعم توقف في ذلك صاحبا الحدائق و الوسائل ( قد هما ) إلا أن مخالفتهما مضرة للاجماع لما مر مرة من أن الاتفاق بما هو كذلك مما لا اعتبار به و إنما المدار على حصول القطع أو الاطمئنان بقول المعصوم عليه السلام من أتفاقاتهم و حيث أنا نطمئن بقوله عليه السلام من اتفاق الاصحاب ( قد هم ) في المسألة فلا مناص من أتباعه و إن خالف فيها من لم يحصل له الاطمينان بقوله عليه السلام من إجماعهم و قد ذكر المحقق الهمداني ( قده ) : أنه قلما يوجد في الاحكام الشرعية مورد يمكن استكشاف قول الامام عليه السلام أو وجود دليل معتبر من اتفاق الاصحاب مثل المقام كما أنه قلما يمكن الاطلاع على الاجماع لكثرة ناقليه و أعتضاد نقلهم بعدم نقل الخلاف كما فيما نحن فيه .فلعل الوجه في مخالفة صاحبي الحدائق و الوسائل عدم تمامية الاجماع عندهما ثم أن أتفاقهم هذا في المسألة أن أستكشفنا منه قوله عليه السلام و لو على وجه الاطمئنان فهو و إلا فلتوقفهما مجال واسع .و قد يستدل على ذلك بوجوه : ( منها ) : صحيحة زرارة المتقدمة : قلت لابيجعفر و أبيعبد الله عليهما السلام ما ينقض الوضوء ؟ فقالا : ما يخرج من طرفيك الاسفلين والنوم حتى يذهب العقل ( 1 ) و ما رواه عبد الله بن المغيرة و محمد بن عبد الله في الحسن عن الرضا عليه السلام قالا : سألناه عن الرجل ينام على دابته فقال : إذا ذهب النوم بالعقل فليعد1 - المتقدمة في ص 472