تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
و بين الشك في الكلبية فعلا .بل دعوى العلم بكونه كلبا سابقا صحيحة حتى مع العلم بالاستحالة الفعلية نظير قوله عز من قائل : ألم يك نطفة من مني يمنى ( 1 ) حيث أطلقت النطفة على الانسان المستحيل منها فكأنه قال للانسان : إنك كنت نطفة مع العلم بأستحالتها إنسانا .نعم الاثر إنما يترتب على كونه كلبا سابقا فيما إذا شككنا في الاستحالة دون ما إذا علمنا أن المادة المشتركة قد خلعت الصورة الكلبية و تلبست بصورة نوعية أخرى .هذا كله في الشبهات الموضوعية و أما الشبهات المفهومية فلا سبيل فيها إلى الاستصحاب لافي ذات الموضوع و لا في الموضوع فوصف كونه موضوعا و لا في حكمه مضافا إلى ما نبهنا عليه مرة من عدم جريان الاستصحاب في الاحكام الكلية الالهية .أما عدم جريانه في ذات الموضوع الخارجي فلانه و إن تعلق به اليقين إلا أنه ليس متعلقا للشك بوجه للعلم بزوال وصف من أوصافه و أتصافه بوصف جديد حيث لم تكن العذرة مثلا محروقة فأحترقت و مع عدم تعلق الشك به لا يجري فيه الاستصحاب لتقومه باليقين السابق و الشك اللاحق و لا شك في الموضوع كما عرفت .و أما عدم جريانه في الموضوع بوصف كونه موضوعا فلانه عبارة أخرى عن استصحاب الحكم فإن الموضوع بوصف كونه موضوعا لا معنى له سوى ترتب الحكم عليه و يتضح بعد سطر عدم جريان الاستصحاب في الحكم .و أما عدم جريانه في نفسه الحكم فلانا و إن كنا عالمين بترتب النجاسة على العذرة سابقا و قبل أحراقها و نشك في بقائه إلا أن القضيه المتيقنة و المشكوك فيها يعتبر إحراز اتحادهما و مع الشك في بقاء الموضوع لا مجال لاحراز الاتحاد لاحتمال أن يكون ما علمنا بنجاسته زائلا حقيقة و أن هذا الموجود الخارجي
1 - القيامة 75 : 37