تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
أفرده بعضهم بالذكر و جعله قسما من أقسام المطهرات لبعض الخصوصيات الموجودة فيه .أما أن الانقلاب هو الاستحالة حقيقة فلان تبدل الخمر خلا و إن لم يكن من التبدل في الصورة النوعية لدى العقل ، لوحده حقيقتهما بل التبدل تبدل في الاوصاف كالاسكار و عدمه ، إلا أنه من التبدل في الصورة النوعية عرفا إذ لا شبهة في تغاير حقيقة الخل و الخمر لدى العرف ، على أن الحرمة و النجاسة قائمتان في الاعيان النجسة بعناوينها الخاصة من البول و الدم و نحوهما ، فإذا زال عنوانها زالت حرمتها و نجاسته و حيث أن الحرمة و النجاسة في الخمر مترتبتان على عنواني الخمر و المسكر الذي هو المقوم للحقيقة الخمرية فبتبدلها خلا يرتفع عنها هذان العنوانان فيحكم بطهارة الخل و حليته .و أما الخصوصية الموجبة لافراد الانقلاب بالذكر فهي جهتان : ( الاولى ) : أن الاستحالة و إن كانت من أقسام المطهرات بالمعني المتقدم في محله الا أنها في تبدل الخمر خلا لا يقتضي الحكم بطهارتها و حليتها و ذلك لان الخمر من المايعات و هي تحتاج إلى إناء لا محالة و هذا الانآء قد تنجس بالخمر قبل صيرورتها خلا فإذا تبدلت خلا فلا محالة يتنجس بإنائها فإن الاستحالة إنما هي في الخمر لا في الانآء .نعم الاستحالة تقتضي ارتفاع نجاسة الخمر و حرمتها الذاتيتين ، إلا أنها تبتلي بالنجاسة و الحرمة العرضيتين و في النتيجة لا يترتب على أستحالة الخمر خلا شيء من الحلية و الطهارة الفعليتين و من ثمة نحتاج في الحكم بهما إلى الاخبار الواردة في المقام و هي كافية في أثباتهما و ذلك لانها دلت بالدلالة المطابقية على طهارتها و حليتها الفعليتين كما دلت بالدلالة الالتزامية على طهارة إنائها بالتبيع لعدم إمكان الطهارة و الحلية الفعليتين مع بقاء الانآء على نجاسته .